تسفير جرحى القاعدة.. الشرعية تحتضن الإرهاب وتداويه
في الوقت الذي ترفع فيه حكومة الشرعية شعار المظلومية، فإنّ علاقاتها مع التنظيمات المتطرفة جاءت لتفضح حجم العبث الذي تُسير به الحكومة المخترقة إخوانيًّا مجريات المشهد الراهن.
ففي فضيحة مدوية كشفت كيف أصبحت "الشرعية" مأوى للإرهاب، فقد نقلت المليشيات الإخوانية عناصر إرهابية لتلقي العلاج في الخارج، وهو ما يفضح حجم العلاقات الخبيثة بين حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية.
التفاصيل تقول إنّه بتعليمات من الإرهابي علي محسن الأحمر وتحت قوة السلاح، فقد أرغمت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية مسؤولي مطار سيئون على نقل ستة مصابين من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المشاركين في غزو الجنوب، إلى الأردن لتلقي العلاج.
وأخطرت سلطات مطار سيئون، وكيل محافظة حضروت لشؤون الوادي، عصام الكثيري، بحسب مصادر مطلعة، باقتحام عناصر من حراسة محافظ مأرب، سلطان العرادة، للمطار، لتسفير مجموعة من مجهولي الهوية.
وأوضحت المصادر أنّ فريق المطار حذر الكثيري من أن الطائرة المتاحة مخصصة لإعادة العالقين في الخارج، ونبهت الكثيري إلى تداعيات القرار على سمعة الخطوط الجوية اليمنية.
وطبقا للمصادر، برر الكثيري الموقف بصدور أوامر مباشرة إليه من الأحمر، تقضي بنقل الجرحى الست ومرافقيهم من عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية.
وكشفت المصادر عن حيازة الركاب من جرحى تنظيم القاعدة الإرهابي، جوازات سفر صادرة في 1 يونيو من مصلحة جوازات مأرب.
وحدَّدت مصادر مسؤولة في مطار سيئون الدولي، هويات العناصر الإرهابية التي هربتها قيادات مليشيا الإخوان تحت تهديد السلاح، حيث كشفت المصادر عن تواجد قائد مليشيا الإخوان الإرهابية في محور أبين، المدعو عبدالله الصبيحي، وابن شقيق محافظ مأرب، طارق العرادة، بين المصابين المهربين على متن الرحلة القسرية لطيران اليمنية إلى المملكة الأردنية.
وأكدت المصادر أن الطائرة غادرت بالمصابين بدون ختم جوازات سفرهم أو مرافقيهم، مشيرة إلى عدم تفتيش أمتعتهم، لمخاوف من إصابتهم بفيروس كورونا.
في سياق متصل، علم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة في مطار سيئون الدولي، الشخصيات المتورطة في اقتحام المطار لنقل مصابين من تنظيمي الإخوان والقاعدة الإرهابيين، على متن رحلة قسرية، إلى دولة الأردن.
وقالت المصادر إنَّ قيادات في مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، بالمنطقه العسكرية الأولى، اقتحمت المطار، مؤكدة أنها أشرفت على تهريب قائد المليشيات الإخوانية في محور أبين العميد الإرهابي عبدالله الصبيحي، وابن شقيق محافظ مأرب الإرهابي طارق العرادة.
واتهمت ثلاث قيادات في المليشيات الإخوانية بتهريب المصابين، مؤكدة أن رئيس عمليات المنطقة العسكرية الأولى العميد محمد المهشمي، وقائد الشرطة العسكرية العقيد عبدالله أحمد الضاوي، ومدير مكتب قائد المنطقة العسكرية الأولى، يحيى المراني، أشرفوا على العملية.
وأوضحت المصادر أنّهم وصلوا إلى المطار في الساعة السادسة صباحاً، مع خمسة أشخاص مجهولين، ليصعدوا بالقوة على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية المخصصة لنقل العالقين في الخارج.
ونبهت المصادر إلى أن مدير الهجرة في مطار سيئون، علي باكثير، أصر على الصعود إلى الطائرة لمعرفة هوية الركاب، وأشارت إلى حيازة الركاب جوازات سفر دبلوماسية مزورة وتقارير طبية غير معتمدة بخلوهم من فيروس كورونا.
تحمل هذه الواقعة تفاصيلها كمًا كبيرًا من الدلائل على المؤامرة الخبيثة التي تنفذها حكومة الشرعية،وكيف أنّها تملك علاقات نافذة مع تنظيمات إرهابية مثل القاعدة، تعبيرًا عن الوجه المليشياوي الذي استشرى في "الشرعية".
لكنّ هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها التي تكشف علاقات الشرعية بالإرهاب وتحديدًا تنظيم القاعدة، فقبل أيام ظهر الإرهابي زكي أبو العابد مرافق أسامة بن لادن، وهو يقاتل إلى جانب المليشيات الإخوانية الإرهابية في عدوانها الأخير على محافظة أبين، ويقود أحد ألوية المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية.
كشف ذلك الناشط السياسي المحامي يحيى غالب الذي قال في تغريدة على "تويتر": "فقاش عيون الإرهابين، الإرهابي زكي أبو العابد مرافق أسامة بن لادن في أفغانستان وتلميذ الزنداني ،جريح بمستشفى عتق بشبوة".
وأضاف غالب: "القوات الجنوبية فقشت عينه، أبو العابد يقود لواء بمليشيات الشرعية بجبهة شقرة لواء الدفاع الساحلي".
إجمالًا، تمثل العلاقات مع تنظيم القاعدة، أحد أوجه الإرهاب الذي اتسمت به حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، ومن أجل أن ينفّذ أجندته الإرهابية، سيطر "الإصلاح" على مفاصل جيش الشرعية، بعدما ألحق إلى صفوفه عناصر إرهابية.
وعلى مدار السنوات الماضية، تمكّن حزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على جيش الشرعية، عبر الزج بعناصر إرهابية تابعة له، حرّكت هذا المعسكر بما يخدم مصالح جماعة الإخوان.
حزب الإصلاح الذي تستّر وراء عباءة الشرعية بعدما سيطر على مفاصل حكومتها، أخذ في تعزيز تحالفه مع تنظيمات إرهابية من أجل تحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه، وذلك من خلال التنسيق مع تنظيمي القاعدة وداعش واستقطب الكثير من عناصرهما إلى صفوفه.
وتُمثل العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين حزب الإصلاح الإخواني وتنظيم القاعدة، أحد أكثر الأدلة وضوحًا لحجم تفشي الإرهاب في معسكر حكومة الشرعية، الخاضعة لسيطرة الحزب الإخواني.
وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.