هجمات الحوثي.. تصعيدٌ يبعثر أوراق جريفيث
واصلت المليشيات الحوثية جرائمها التي تعبّر عن توجّهها نحو مزيدٍ من التصعيد العسكري، في وقتٍ لا يزال يحاول فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث لملمة الأوراق بحثًا عن الحل السياسي.
ففي أحدث هجماتها التصعيدية، واصلت المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، اعتداءاتها على القرى السكنية ومزارع المواطنين في بلدة الجبلية بمديرية التحيتا، في محافظة الحديدة، بقذائف المدفعية.
وكشفت مصادر محلية عن قصف المليشيات الإرهابية مناطق متفرقة من الجبلية بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120، مشيرة إلى أنها فتحت النيران من أسلحة ثقيلة على منازل المواطنين.
ودأبت المليشيات الحوثية على استهداف المدنيين في مختلف مناطق الحديدة، ما أدى إلى سقوط عشرات الأبرياء.
ميدانيًّا أيضًا، فتحت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الرصاص من أسلحتها الرشاشة المتوسطة من عياري 12,7 و14,5 ومعدل البيكا على المنازل في مديرية حيس، جنوب الحديدة.
وأكدت مصادر محلية، في تصريحات له، أنّ هجوم مليشيا الحوثي أشاع حالة من الفزع والرعب بين المواطنين.
في الوقت نفسه، فإنّ القوات المشتركة واصلت تصديها للهجمات الغادرة التي تشنها المليشيات الحوثية وتستهدف المدنيين في المقام الأول.
ودافعت القوات المشتركة، خلال الساعات الماضية، عن أهالي منطقة الجاح في محافظة الحديدة، بعدما شنت مليشيا الحوثي هجوما على المدنيين.
وأخمدت القوات مصادر نيران مليشيا الحوثي، استهدفت القرى السكنية ومزارع المواطنين في المنطقة التابعة لمديرية بيت الفقيه.
كما ردّت القوات المشتركة، هجومًا للمليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، على مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة.
وجددت المليشيات الإرهابية، هجومها على المدينة بشن قصف انتقامي بقذائف مدفعية الهاون.
كل هذا التصعيد العسكري من قِبل المليشيات الحوثية يأتي في وقتٍ يحاول فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث جمع الشمل من أجل التوصُّل لحل سياسي، إلا أنّ هذا المسار سيظل هشًا طالما أنّ الأمم المتحدة لم تلزم المليشيات على احترام أي هدنة أو اتفاقات يتم التوصّل إليها.
وقبل أيام، كشف جريفيث عن استمرار المفاوضات للاتفاق على وقف إطلاق النار، وقال إنّ المفاوضات تشمل عدة إجراءات إنسانية واقتصادية لدعم قدرة اليمن على مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والاستئناف العاجل للعملية السياسية.
وفيما يمنح تصريح جريفيث مزيدًا من الآمال نحو الحل السياسي وبالتالي منح الحرب استراحة طال انتظارها، فلا يجب الثقة كثيرًا في مثل هذه التحركات، لا سيّما أنّ الأمم المتحدة لا تملك نتائج مبشرة في التعامل سياسيًّا مع الأزمة المعقدة.
وفيما ينتظر ملايين السكان أن تتوّج جهود الأمم المتحدة بإحلال السلام، إلا أنّه لا يمكن التعويل كثيرًا على هذه الخطوة بالنظر لما أقدمت عليها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية من جرائم وانتهاكات أطالت أمد الحرب.
وارتكبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران الكثير من الجرائم ضد الإنسانية التي كبّدت المدنيين أبشع وأفدح الأثمان، في وقتٍ مارس فيه المجتمع الدولي صمتًا مرعبًا وتساهلًا مريبًا، مكّن المليشيات من التمادي في جرائمها.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا الأمر، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.