الحوثي وقبضة الحديد والنار.. لماذا تتوسّع المليشيات في الاعتقالات؟
تستخدم المليشيات الحوثية قوتها الغاشمة من أجل التنكيل بكل من يعارض أفكارها، في محاولة لفرض مزيدٍ من الهيمنة المروعة على المناطق الخاضعة لسيطرتها، في جرائم لم تخلُ من فضح الطائفية الحوثية أيضًا.
وهذا الأسبوع، اختطفت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، العشرات من جماعة الدعوة والتبليغ السلفية، ومواطنين من مركز للجماعة في محافظة ذمار.
وكشف مصدر محلي عن اقتحام حملة عسكرية للمليشيات الحوثية بقيادة أبوعبدالملك مطهر، مركز الجماعة الدعوية في منطقة الجرشة العليا، في مديرية عنس، وقال إنّ الحملة اعتقلت عددًا من عناصر الجماعة ومواطنين يرتادون المركز والمسجد.
وأضاف المصدر أنَّ المليشيات الإرهابية عاودت الهجوم على المركز ذاته، ونفذت حملة اعتقالات مماثلة.
وكانت مليشيا الحوثي، أغلقت عددا من المراكز الخاصة بالجماعات السلفية في ذمار، في تضييق حوثي على كل من يناقض معتقداتهم الطائفية والمذهبية.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكب هذا الفصيل الإرهابي عديد الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين، وعملت المليشيات على استخدام مبررات واهية من أجل تبرير الاعتداء على المعارضين لهذا الفصيل المدعوم من إيران.
وشهدت الفترة الماضية، تصعيدًا من قِبل مليشيا الحوثي، ضد المواطنين في مناطق سيطرتها بهدف تخويفهم، ومنعهم من التعبير عن سخطهم وغضبهم تجاه ممارسات المليشيا الإرهابية، والقضاء على معارضيها.
وسبق أن كشفت مصادر محلية أنّ "تهمة الإرهاب" هي شماعة، أو مسمار جحا الحوثي للقضاء على أي توجه شعبي يفكر في مجابهة المليشيات الإرهابية.
وأضافت المصادر أن هذه التهمة جاهزة، وسبق أن استخدمتها المليشيات الإرهابية في مواجهة كل انتفاضة مجتمعية ضد فساد وظلم مشرفيها.
وبالعودة إلى الانتفاضات المتعددة التي شهدتها عدة محافظات سيجد المتابع أن مليشيا الحوثي الإرهابية تسوق التهمة ذاتها في وجه من يقودون الانتفاضة ضد الظلم والممارسات القمعية لهذه المليشيات.
وتدير المليشيات الحوثية المناطق الخاضعة لسيطرتها بقبضةٍ من الحديد والنار، من أجل غرس الخوف في قلوب السكان، من أجل وأد أي تحركات قد تندلع في وجه المليشيات.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.