كورونا والشرعية وتهريب الإرهابيين.. الفيروس الإخواني يعبر الحدود

الجمعة 5 يونيو 2020 22:42:00
 كورونا والشرعية وتهريب الإرهابيين.. الفيروس الإخواني يعبر الحدود

لم تكن تقتصر فضيحة تهريب الشرعية للعناصر الإرهابية إلى الأردن لتلقي العلاج على كونها فضيحة مدوية كشفت علاقات الحكومة المخترقة إخوانيًّا بالتنظيمات المتطرفة، لكنها وصلت إلى حد تفشي جائحة كورونا.

البداية كانت مع نقل الشرعية اليمنية عناصر إرهابية لتلقي العلاج في الخارج، وهو ما يفضح حجم العلاقات الخبيثة بين حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية.

التفاصيل تقول إنّه بتعليمات من الإرهابي علي محسن الأحمر وتحت قوة السلاح، فقد أرغمت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية مسؤولي مطار سيئون على نقل ستة مصابين من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المشاركين في غزو الجنوب، إلى الأردن لتلقي العلاج.

وأخطرت سلطات مطار سيئون، وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي، عصام الكثيري، بحسب مصادر مطلعة، باقتحام عناصر من حراسة محافظ مأرب، سلطان العرادة، للمطار، لتسفير مجموعة من مجهولي الهوية.

وأوضحت المصادر أنّ فريق المطار حذر الكثيري من أن الطائرة المتاحة مخصصة لإعادة العالقين في الخارج، ونبهت الكثيري إلى تداعيات القرار على سمعة الخطوط الجوية اليمنية.

وطبقا للمصادر، برر الكثيري الموقف بصدور أوامر مباشرة إليه من الأحمر، تقضي بنقل الجرحى 6 ومرافقيهم من عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية.

وكشفت المصادر عن حيازة الركاب من جرحى تنظيم القاعدة الإرهابي، جوازات سفر صادرة في 1 يونيو من مصلحة جوازات مأرب.

وحدَّدت مصادر مسؤولة في مطار سيئون الدولي، هويات العناصر الإرهابية التي هربتها قيادات الشرعية تحت تهديد السلاح، حيث كشفت المصادر عن تواجد قائد مليشيا الإخوان الإرهابية في محور أبين، المدعو عبدالله الصبيحي، وابن شقيق محافظ مأرب، الإرهابي طارق العرادة، بين المصابين المهربين على متن الرحلة القسرية لطيران اليمنية إلى المملكة الأردنية.

وأكدت المصادر أن الطائرة غادرت بالمصابين بدون ختم جوازات سفرهم أو مرافقيهم، مشيرة إلى عدم تفتيش أمتعتهم، لمخاوف من إصابتهم بفيروس كورونا.

في سياق متصل، علم "المشهد العربي" من مصادر مطلعة في مطار سيئون الدولي، الشخصيات المتورطة في اقتحام المطار لنقل مصابين من تنظيمي الإخوان والقاعدة الإرهابيين، على متن رحلة قسرية، إلى دولة الأردن.

واتهمت المصادر ثلاث قيادات في الشرعية بتهريب المصابين، مؤكدة أن رئيس عمليات المنطقة العسكرية الأولى العميد محمد المهشمي، وقائد الشرطة العسكرية العقيد عبدالله أحمد الضاوي، ومدير مكتب قائد المنطقة العسكرية الأولى، يحيى المراني، أشرفوا على العملية.

وأوضحت المصادر أنّهم وصلوا إلى المطار في الساعة السادسة صباحاً، مع خمسة أشخاص مجهولين، ليصعدوا بالقوة على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية المخصصة لنقل العالقين في الخارج.

ونبهت المصادر إلى أن مدير الهجرة في مطار سيئون، علي باكثير، أصر على الصعود إلى الطائرة لمعرفة هوية الركاب، وأشارت إلى حيازة الركاب جوازات سفر دبلوماسية مزورة وتقارير طبية غير معتمدة بخلوهم من فيروس كورونا.

الواقعة فضحت العلاقات الخبيثة التي تجمع بين الشرعية والتنظيمات الإرهابية، لكنّ القصة لم تنتهِ عند هذا الحد، فحدث ما كان متوقعًا حيث أصبحت الحادثة سببًا في نشر فيروس كورونا، بحالات جديدة سجّلتها مملكة الأردن.

مصادر مطلعة كشفت عن إصابة الصبيحي والعرادة بفيروس كورونا، وذلك بعدما كان قد حذر مصدر مطلع في مطار سيئون من خشيته أن المذكورين مصابان بالفايروس ورغم ذلك تم نقلهما، وتم إعطاؤهما شهادات مزورة، تثبت خلوهما من الفيروس.

ما يعضِّد ذلك ما أعلنته مصادر طبية بالأردن اليوم الجمعة من تسجيل 19 حالة إصابة (غير محليّة) بفيروس كورونا.

وتوزعت الإصابات، بحسب المصادر هناك، بين 16 إصابة لسائقي شاحنات قادمين عبر حدود العمري، وأحدهم عبر حدود جابر منهم ستة أردنيين، وعشرة من جنسيّات غير أردنيّة تمّ التعامل معهم وفق البروتوكول المتّبع، وحالة لأردني قادم من الخارج في أحد فنادق الحجر (قطر)، وحالتان من جنسيّة عربيّة قادمتان إلى الأردن من اليمن.

الواقعة على مجمل تفاصيلها تفضح حجم العبث المهيمن على حكومة الشرعية، وكيف أنّها أصبحت فيروسًا متنقلًا يعبر الحدود، يفعل أي شيء ممكن من أجل تنفيذ وإنجاح بنود أجندته المتطرفة.

وتملك حكومة الشرعية علاقات نافذة مع تنظيمات إرهابية مثل القاعدة، تعبيرًا عن الوجه المليشياوي الذي استشرى في "الشرعية".

لكنّ هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها التي تكشف علاقات الشرعية بالإرهاب وتحديدًا تنظيم القاعدة، فقبل أيام ظهر الإرهابي زكي أبو العابد مرافق أسامة بن لادن، وهو يقاتل إلى جانب المليشيات الإخوانية الإرهابية في عدوانها الأخير على محافظة أبين، ويقود أحد ألوية المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية.

إجمالًا، تمثل العلاقات مع تنظيم القاعدة، أحد أوجه الإرهاب الذي اتسمت به حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، ومن أجل أن ينفّذ أجندته الإرهابية، سيطر "الإصلاح" على مفاصل جيش الشرعية، بعدما ألحق إلى صفوفه عناصر إرهابية.

ويرتبط محسن الأحمر بتنظيم القاعدة منذ تأسيسه، حيث أتاح الأحمر للتنظيم أرضًا خصبةً للانتشار ساعدت التنظيم على تشكيل مجموعات وفصائل متطرفة مهدت لتحوله إلى كيان إرهابي دولي.