قتل الأقارب في مناطق الحوثي.. عقول فخّختها المليشيات

السبت 6 يونيو 2020 00:27:34
 "قتل الأقارب" في مناطق الحوثي.. عقول فخّختها المليشيات

في الوقت أقدمت فيه المليشيات الحوثية على صناعة الفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فإنّ جرائم قتل الأقارب قد تفشّت كثيرًا في مناطقها، على النحو الذي ينم عن سياسة تفخيخ العقول التي غرستها المليشيات.

وبشكل شبه يومي، تحدث جرائم قتل عديدة بشكل عمدي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، من قِبل أشخاص يقدمون على قتل أقاربهم.
 
أحدث هذه الجرائم شهدتها مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز التي يسيطر عليها الحوثيون، التي شهدت ارتكاب شاب جريمة مروعة بحق أسرته، حيث قتل والده ووالدته وأخته الكبرى وأخاه وامرأة أخرى وإصابة شقيقتيه بجروح خطرة.
 
وكشف مقربون من الجاني أنّه كانت لديه معارف من القيادات في صفوف الحوثيين كانوا يزورونه إلى محله بشكل مستمر.

وفي محافظة إب أقدمت امرأة على قتل زوجها، وقام أيضًا شاب بقتل شقيق له وأصاب الثاني بسبب خلافات على تركة والدهم المتوفى قبل بفيروس كورونا.

وبحسب مراقبين، ترجع أسباب انتشار ظاهر قتل الأقارب في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى الانفلات الأمني، والأفكار الضالة لميليشيا الحوثي، والداعية إلى القتل، وتحريض الشباب عبر خطبائها بالمساجد ووسائلها الإعلامية، والزوامل التي تنتجها.
 
وتقول تقارير حقوقية إنّ المليشيات الحوثية شكّلت ملاذًا آمنًا للمجرمين، والفارين من العدالة، وأولت القتلة والمجرمين اهتمامًا خاصًا، وأخرجتهم من السجون، ووفرت لهم السلاح، ومنحتهم مناصب قيادية ما بين مشرفين وقيادات في الجبهات.
 
وعلى مدار السنوات الماضية، شهدت محافظة إب ومديرياتها انتشارًا واسعًا لجرائم القتل حيث سجلت أكبر نسبة من بين المحافظات اليمنية فيما يتعلق بأحداث القتل والاغتيالات والتصفيات الجسدية، خلال السنوات الأخيرة.
 
جرائم قتل الأقارب التي يرتكبها أشخاص في مناطق سيطرة الحوثي، تحاكي جرائم ارتكبتها عناصر المليشيات، كشف حجم التفخيخ الذي أصاب عقول المنتمين لهذا الفصيل الإرهابي.

ففي وقتٍ سابق، أقدم مسلح حوثي في محافظة ذمار على قتل والده، على خلفية محاولة منعه من العودة للقتال إلى جانب المليشيات.

وقالت مصادر محلية إنَّ المسلح الحوثي يدعى مساعد جمال القهبري من أبناء منطقة بيت الكوماني بمديرية عنس قتل والده في منزل العائلة إثر محاولاته منعه العودة للقتال إلى جانب الحوثيين.

"مساعد" كان قد عاد بعد غياب نحو خمسة أشهر إثر التحاقه بصفوف المليشيات الحوثية، والقتال إلى جانبها في جبهات الضالع، وبعد عودته للمنزل حاول والده منعه لكنه أرداه قتيلًا بعد إطلاق النار على رأسه بشكل مباشر.

جريمة أخرى ارتكبها قيادي حوثي في حي هبرة بمحافظة صنعاء يدعى إبراهيم عبدالله أبو حروب، قد أقدم على قتل والدته بعدما اقتحم منزلها وأطلق عليها وابلًا من الرصاص ما أسفر عن مقتلها في الحال.

وفي مديرية جبل يزيد غربي مدينة عمران، ارتكب أحد عناصر المليشيات جريمة مشابهة عقب عودته من إحدى الجبهات، حيث طالب شقيقته بمقتنياتها الذهبية لدعم ما يُسمى "المجهود الحربي"، لكنّها رفضت إعطاءه هذه المقتنيات، فبادر هذا الحوثي بإطلاق الرصاص على شقيقته وعلى أمه، فسقطتا قتيلتين.

المسلح الحوثي أشهر سلاحه "الكلاشينكوف" وأطلق الرصاص على والدته وشقيقته، كما وضع قنبلة بجوار والده لكنّ "الأخير" تمكّن من انتزاعها وإلقائها خارج المنزل قبل انفجارها.

وبينما تنتشر في صفوف المليشيات جرائم يرتكبونها ضد أسرهم وأقاربهم، فإنّ محللين يُرجّعون ذلك إلى تلقين الانقلابيين موادًا طائفيةً ملغمة تغرس فيهم ثقافة الموت والكراهية والتضحية بأي شيء مقابل نصرة هذا الفصيل الإرهابي.

ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، فإنّها صبّت كمًا كبيرًا من اهتمامها على "الطائفية" التي اتخذتها سلاحًا لنشر أفكارها المتطرفة وغرس بذور استمرارها في عقول المنضمين إليها، وهي تُشهر هذا السلاح الفتاك في مختلف القطاعات، لا سيّما لدى الأطفال في المدارس وكذلك في المدارس الصيفية التي تنظِّمها المليشيات.