التصعيد الحوثي.. إرهابٌ يغتال المدنيين ويجهض آمال الحل السياسي
كثّفت المليشيات الحوثية جرائمها التي تعبّر عن توجّهها نحو مزيدٍ من التصعيد العسكري، عبر انتهاكات تُكبِّد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
ميدانيًّا، صعّدت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، من عملياتها العسكري في التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وكشف مصدر عسكري ميداني في القوات المشتركة، عن شن المليشيات الإرهابية عدوانا على الأحياء السكنية في مركز مدينة التحيتا، بسلاح ثقيل عيار 23 وسلاح متوسط عيار 14,5.
وأوضح أن القوات المشتركة ردت على مصادر النيران الحوثية، ودفعتها إلى التراجع بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المليشيات.
ميدانيًّا أيضًا، قصفت مليشيا الحوثي، قرى ومزارع المواطنين في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأكدت مصادر محلية أن المليشيا الإرهابية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 12,7 وعيار 14,5، وأطلقت قذائف الهاون الثقيل على القرى السكنية ومزارع المواطنين في الجبلية، وذلك بشكل هستيري.
وأضافت المصادر أن القصف الحوثي الإرهابي أوجد حالة من الرعب والهلع في صفوف المدنيين العزل القاطنين بمنازلهم لاسيما الأطفال والنساء.
وتتعرض الأحياء والقرى السكنية في مختلف مديريات ومناطق الحديدة لعمليات قصف واستهداف من مليشيات الحوثي بشكل يومي في انتهاك صارخ للهدنة الأممية ومبادرة وقف إطلاق النار، ضاربة بالمعاهدات الدولية عرض الحائط.
التصعيد العسكري من قِبل المليشيات الحوثية يأتي في وقتٍ يحاول فيه المبعوث الأممي مارتن جريفيث جمع الشمل من أجل التوصُّل لحل سياسي، إلا أنّ هذا المسار سيظل هشًا طالما أنّ الأمم المتحدة لم تلزم المليشيات باحترام أي هدنة أو اتفاقات يتم التوصّل إليها.
وقبل أيام، كشف جريفيث عن استمرار المفاوضات للاتفاق على وقف إطلاق النار، وقال إنّ المفاوضات تشمل عدة إجراءات إنسانية واقتصادية لدعم قدرة اليمن على مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد، والاستئناف العاجل للعملية السياسية.
وفيما يمنح تصريح جريفيث مزيدًا من الآمال نحو الحل السياسي وبالتالي منح الحرب استراحة طال انتظارها، فلا تجب الثقة كثيرًا في مثل هذه التحركات، لا سيّما أنّ الأمم المتحدة لا تملك نتائج مبشرة في التعامل سياسيًّا مع الأزمة المعقدة.
وفيما ينتظر ملايين السكان أن تتوّج جهود الأمم المتحدة بإحلال السلام، إلا أنّه لا يمكن التعويل كثيرًا على هذه الخطوة بالنظر لما أقدمت عليها المليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية من جرائم وانتهاكات أطالت أمد الحرب.
وارتكبت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران الكثير من الجرائم ضد الإنسانية التي كبّدت المدنيين أبشع وأفدح الأثمان، في وقتٍ مارس فيه المجتمع الدولي صمتًا مرعبًا وتساهلًا مريبًا، مكّن المليشيات من التمادي في جرائمها.
ويُنظر إلى اتفاق السويد بأنّه الدليل الأكثر وضوحًا حول هذه الحالة من العبث، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق “ديسمبر 2018” وفيما قد نُظِر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار الحل السياسي فإنّ المليشيات الحوثية ارتكبت أكثر من 13 ألف خرق لبنود الاتفاق.
لا يقتصر الأمر على هذا، بل تغاضت الأمم المتحدة عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تجبر المليشيات الحوثية على الانخراط في مسار السلام من أجل وقف الحرب وإنهائها، وهو ما تسبّب في تعقد الأزمة وتكبيد المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.