الإصلاح يقدم فروض الطاعة لأردوغان مقابل دعم مليشياته في الجنوب

الاثنين 8 يونيو 2020 19:00:18
الإصلاح يقدم فروض الطاعة لأردوغان مقابل دعم مليشياته في الجنوب

رأي المشهد العربي

تحاول مليشيات الإصلاح المهيمنة على الشرعية أن تقدم ما يثبت جديتها في التحالف مع تركيا وقطر لإنقاذها من المأزق الحالي الذي وجدت نفسها فيه بالجنوب، على إثر الخسائر العسكرية والسياسية التي لحقت بها مؤخراً، وهو ما يجعلها تبحث عن المقابل الذي من الممكن أن تقدمه ليشكل إرضاءً للنظام التركي في الوقت الحالي، ولعلها وجدت ضالتها في دعم مليشيات أردوغان في ليبيا.

سقطت مليشيات الإصلاح التي كانت تحاول تنفيذ جريمتها في الخفاء في فخ ظهورها إلى العلن بعد أن كشفت مقاطع مصورة، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، أسر قوات الجيش الوطني الليبي، مرتزقة يمنيين، اعترف اثنين منهم بأنهم من محافظة تعز، والتي يهيمن عليها الإصلاح ويقيم فيها معسكراته لتدريب المرتزقة والإرهابيين.

ليست هذه المرة الأولى التي ينكشف فيها أمر الإصلاح، والذي عهد على تقديم ما يثبت جديته في التحالف مع محور الشر "الإيراني التركي القطري"، سواء كان ذلك من خلال التعاون العسكري والسياسي مع المليشيات الحوثية الإرهابية، أو من خلال العداء للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أو من خلال تسليم الجبهات ورفض توجيه السلاح إلى العناصر المدعومة من إيران.

بالإضافة إلى هذه الممارسات المكشوفة فإن الإصلاح عمد أيضًا إلى تهيئة البيئة الخصبة في محافظات الجنوب لتسهيل التدخل التركي في الأزمة اليمنية، وأن ذلك حدث في محافظة سقطرى بعد أن شهدت الأيام والأسابيع الماضية محاولات عديدة لنشر مليشياته عبر نقاط أمنية متفرقة بالمحافظة، وكذلك تأليب أهالي المحافظة على التحالف العربي بما يصب مباشرة في صالح تركيا التي تبحث عن موطئ قدم لها في الجزيرة المطلة على المحيط الهندي بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج حدودها في دولة الصومال.

مليشيات الإصلاح كررت محاولتها في محافظة المهرة، التي شهدت طيلة الأشهر الماضية عدة محاولات لإثارة المواطنين ضد التحالف العربي والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، بالتزامن مع وصول عناصر استخباراتية تركية إلى المحافظة، تمهيدا لتحويلها إلى قاعدة إمداد لمليشيات الشرعية.

كما سعت مليشيات الإصلاح إلى تقويض جهود التحالف العربي بتهدئة الأجواء في محافظات الجنوب، عبر فتح قنوات اتصال مع المليشيات الحوثية التي هيمنت على غالبية محافظات الشمال.

إقدام الإصلاح على دعم مليشيات أردوغان خارج حدود اليمن يبرهن على تنسيق كبير بين الطرفين خلال الفترة الماضية، تستدعي تساؤلات عديدة حول الدور التركي في تمويل معسكرات تدريب الإرهابيين في تعز، ودعم مليشيات الشرعية في عدوانها على الجنوب، بجانب دور رأس السلطة ودعمها لأجندة الإرهاب التركي لتقويض الحلول السياسية التي يتبناها التحالف العربي ويؤيدها المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى رأسها اتفاق الرياض المجمد حاليًا.