الشرعية تقبض ثمن خيانتها في الجنوب
رأي المشهد العربي:
برهنت فضيحة شراء القيادي الإخواني البارز أمين العكيمي محافظ الجوف، مولًا تجاريًا في مدينة إسطنبول التركية بـ15 مليون دولار، على انشغال قيادات الشرعية ومليشياتها الإخوانية الإرهابية بالتكالب على تعميق معاناة المواطنين في مقابل جمع الثروات من جيوب الكادحين.
ولا شك أن إشعال حكومة الشرعية، لجبهات في الجنوب، بالتحالف مع مليشيا الحوثي، بعد هزائمها في الشمال، دليلا على خيانة الشعارات التي ترفعها لجذب المخدوعين، فتحالف الشرعية مع الحوثيين على جبهة واحدة ضد الجنوب، يثبت أن هناك ثمن قبضته من محور الموالاة لإيران وتركيا عبر سمسارهم القطري في المنطقة.
وتفرض دول محور الشر على الشرعية أجندة تركز على إطالة أمد الحرب لاستنزاف التحالف العربي، في المقابل تستفيد قيادات الشرعية من استمرار التمويل القطري التركي، بينما يتحمل المواطن البسيط الخسائر كلها من قوته وحقه في أبسط الخدمات.
ومن البصمات التركية في أجندة الشرعية، اعتمادها على خلايا مرتزقة إرهابية تابعة لمليشيا الحوثي، في تنفيذ جرائم إرهابية لإشاعة الفوضى في عدن، في تطابق للأسلوب التركي في التدخل بالشأن الليبي، بينما تتربح الشرعية من دم الجنوب ليرات تركية، تأمل في استمرارها على حساب نزيف دماء ضحايا الإرهاب.
وكذلك فإن إنشاء معسكرات تدريب الإرهابيين في تعز، والتي تلعب دورًا مهمًا في حشد المرتزقة للجبهات الجنوبية، والإنفاق عليهم وتدريبهم طيلة الفترات الماضية، يبرهن على تمويل خارجي ضخم مقابل التفاتها للعدوان على الجنوب ومهادنة مليشيا الحوثي.
في الوقت نفسه، تؤشر الرحلات اليومية لقيادات في حكومة الشرعية إلى أنقرة على تحولها إلى قبلة لرموز الشرعية والعناصر الفاعلة فيها، وهي تبعية لا تأتي مجانا، إنما صفقة رابحة لطرفين، دفعت الشرعية للتبعية بشكل مطلق لثلاثي الشر في المنطقة، مقابل استمرار تضخم حساباتهم البنكية من المال الحرام.
وعلى الرغم من الخسائر اليومية لمليشيا الإخوان التابعة للشرعية، تواصل الأخيرة عدوانها على الجنوب، استجابة للتكليفات التركية، إدراكا من رموز الشرعية أنها في كل الأحوال فقدت مستقبلها السياسي، إلا تحت ظل أنقرة التي وعدت باحتضان رموز الشرعية واستثماراتهم المنهوبة على أراضيها