ذباب الإخوان والحرب الجديدة

الأربعاء 10 يونيو 2020 19:00:00
ذباب الإخوان و"الحرب الجديدة"

رأي المشهد العربي

لا تفوِّت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي فرصةً من أجل النيل من الجنوب واستقراره سعيًا لمصادرة حلم الشعب المتمثّل في استرداد الدولة وفك الارتباط.

وفيما تمنى المؤامرة العسكرية الإخوانية ضد الجنوب بفشل ذريع بفضل بطولات ملهمة تُسطِّرها القوات المسلحة الجنوبية لا سيّما في الفترة الأخيرة، فإنّ حكومة الشرعية ذهبت إلى محاولة النيل من الجنوب عبر سلاح آخر.

حكومة الشرعية حرّكت كتائبها الإلكترونية التي تعمل كـ"الذباب" من أجل استهداف الجنوب عبر بث الشائعات والأكاذيب، في إطار لعبة نفسية خبيثة تشنها حكومة الشرعية.

وتهدف المؤامرة الإخوانية في هذا الجانب إلى محاولة شق التكاتف الجنوبي من خلال سلسلة من الأكاذيب التي تستهدف إحداث الوقيعة بين الشعب وقيادته السياسية.

وكما أدّى الجنوب جهودًا ناجحة وناجعة في مواجهة المؤامرة التي تنفذها المليشيات الإخوانية على الصعيد العسكري، فإنّ الأكاذيب التي تروِّجها الشرعية عبر أذرعها الإعلامية على مدار الوقت لن يُكتب لها النجاح.

الثقة في فشل هذه المؤامرة الإخوانية الخبيثة تعود في الأساس إلى التكاتف الجنوبي بين الشعب وقيادته السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي وقواته المسلحة، وهو التلاحم الذي يقهر التحديات مهما طالت وكبرت.

الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.

ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.

"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.

القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا تحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.

الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه حجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.

ويمكن القول إنّ تكاتف هذه الأضلاع الثلاثة ولُحمتها أمرٌ كافٍ من أجل صد كافة المؤامرات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه، على كافة الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا.