الحوثيون وجثامين كورونا الصامتة.. الحقيقة المرة التي تدفنها المليشيات

الأربعاء 10 يونيو 2020 22:00:00
 الحوثيون وجثامين كورونا الصامتة.. الحقيقة المرة التي تدفنها المليشيات

فيما تتوالى التحذيرات من حالة مأساوية بشأن تفشي فيروس كورونا في اليمن، تواصل المليشيات الحوثية تعاملها الخبيث القائم على إخفاء الحقائق، على النحو الذي يقود إلى مزيد من التهاوي.

وفي هذا الإطار، سلّطت وكالة "أسوشيتد برس"، الضوء على تفشي فيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وقالت الوكالة في تقرير، إنّ المليشيات تنقل جثث الضحايا المشتبه في إصابتهم بالفيروس التاجي في صمت، في الليل، ليتم دفنها في عدة مقابر، تحت أضواء الكشافات.

وأشارت إلى أن مراسم الدفن تقتصر على حفنة من الأقارب، بينما التجمعات الكبيرة غير مسموح بها، والهواتف أيضا، موضحةً أنّ المليشيات تحذر حفاري القبور والحراس في المقابر من الحديث عن أسباب الوفاة.

ونبه التقرير إلى أن الحرب أدت إلى شل النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من الفوضى وعدم القدرة على اختبار من يشتبه في إصابتهم بالفيروس، وأضاف أنه يوجد في عموم المحافظات 500 جهاز تنفس صناعي، و700 سرير وحدة عناية مركزة، وأسطوانة أوكسجين واحدة في الشهر لكل 2.5 مليون شخص.

وحذر من تفاقم الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، مؤكدا أن الحوثيين يقمعون أي نشر للمعلومات حول الفيروس الوبائي، بينما فرضوا تدابير وقائية بسيطة.

ونقل التقرير عن ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ، قوله إنه يعتقد أن وفيات فيروس كورونا بالمئات، وأن حالات الإصابة بالآلاف.

وفيما تكثر الانتقادات الموجهة للحوثيين بشأن إخفاء المعلومات الحقيقية عن تفشي كورونا، فإنّ المليشيات وضعت مبررًا لهذه السياسة الخبيثة التي تساهم في تفشي الجائحة.

فقبل أيام، اعترفت وزارة الصحة في حكومة الحوثي "غير المعترف بها" بتفشي فيروس كورونا في صنعاء ومختلف مناطق سيطرتها، إلا أنها رفضت الإفصاح عن عدد الإصابات.

وبررت الوزارة الحوثية موقفها بأنّ هذه السياسة في التعامل مع الوباء لا تتناسب مع وضع البلد الذي يعيش ما زعمت أنه "عدوان وحصار"، وأوضحت - في بيان - أن سياسية التهويل الذي اعتمدت عليها كثير من دول العالم، أضعفت الروح المعنوية لدى مواطنيها وخلقت حالة من الهلع والخوف والقلق، كانت أشد فتكا من المرض نفسه .

واتهمت "صحة الحوثيين"، منظمة الصحة العالمية بتزويد المليشيا بمحاليل غير فعالة، وأظهرت إيجابية لعينات غير بشرية وغير متوقعة على حد زعم البيان.

التبرير الحوثي لإخفاء الحقائق عن تفشي كورونا يمكن اعتباره سكبًا للبنزين على النار، ففي الوقت الذي تُشدِّد فيه كافة الأطراف على ضرورة التحلي بالشفافية في التعامل مع الأزمة، إلا أنّ المليشيات ابتكرت إستراتيجية جديدة، يمكن القول إنّها ستحرق الأخضر واليابسة.

ويبدو أنّ قنبلة كورونا المدوية أوشكت على الانفجار الشامل في اليمن، في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.

وفي هذا الإطار، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.

وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.

وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.