استهداف الجنوب والتقارب مع الحوثيين.. قراءة في بوصلة الشرعية المنحرفة
على مدار السنوات الماضية، عملت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني على تشويه بوصلة الحرب عملًا على استهداف الجنوب والنيل من أمنه واستقراره، في وقتٍ تركت فيه أراضيها تسرح وتمرح فيها المليشيات الحوثية.
وظلّت حكومة الشرعية على مدار السنوات الماضية، حجر عثرة أمام التحالف العربي في حسم المعركة على المليشيات الحوثية، بعدما تآمرت "الحكومة الإخوانية" مع الحوثيين، وسلّمت المليشيات كثيرًا من المواقع والجبهات الإستراتيجية، على النحو الذي كلّف التحالف تأخُر حسم الحرب.
المؤامرة الخبيثة تعبّر عن إستراتيجية تنفذها حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، لتحريك المشهد وفقًا لرؤيتها العبثية عملًا على حفظ مصالحها ونفوذها في المقام الأول.
مؤامرة الشرعية تضمّنت كذلك العمل على استهداف الجنوب ليل نهار، وإشعال توترات عسكرية ضمن مؤامرة تستهدف النيل من العاصمة عدن في المقام الأول.
الاستهداف الإخواني للجنوب وعاصمته عدن يأتي في وقتٍ تترك فيه مليشيا الشرعية أراضيها "الشمال" لسيطرة الحوثيين، تسرح فيها المليشيات وتمرح كما يحلو لها.
يتفق مع ذلك رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد، الذي كشف عن المؤامرة التي تحيكها عصابات ما تسمى بحكومة الشرعية المخترقة من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي تجاه الجنوب.
وقال "بن فريد" في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "أليس من العبث وقلة الشهامة أن يأتي إلى أرضنا غازيًا في الوقت الذي يحتل الحوثي أرضه ومنزله؟".
وأضاف: "هذا هو جزء يسير من عبث الشرعية التي فقدت تماما كل معاني العقل والمسؤولية والبصيرة وبات التخبط هو الذي يقودهم إلى غيهم وخسائرهم هنا وهناك.. من سيردع هؤلاء غير نهايتهم التامة التي باتت قريبة".
وشهدت الفترة الماضية تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التي حرّكت عناصرها صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.
وفي ظل التصعيد ضد الجنوب، فإنّ حكومة الشرعية تمارس مزيدًا من الانبطاح أمام المليشيات الحوثية التي استطاعت أن تسيطر على مناطق إستراتيجية مهمة بفعل تآمر مفضوح من قِبل الشرعية.
ويمكن القول إنّ الجنوب يمر بمرحلة فارقة في مسار رحلته نحو التحرُّر وتحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو يواجه الآن جملةً من الأشرار الذين يتكالبون على الوطن.
أكثر الأعداء وضوحًا هي حكومة الشرعية، التي كان يفترض أن تكون بوصلة حربها موجهة ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، لكنّها تركت أراضيها أمام استباحة الحوثيين، وصبّت عداءها ضد الجنوب، وأصبح شغلها الشاغل هو استهداف الجنوب وشعبه وأمنه واستقراره.
حكومة الشرعية على الرغم من حصولها على دعمٍ كبير من قِبل التحالف العربي على مدار السنوات الماضية، لكنّها ردّت على هذا الدعم بكثيرٍ من الخبث، حيث أصبحت رهن إشارة قطر وتركيا، وأصبحت تنفّذ ما تمليه عليها الدولتان الراعيتان للإرهاب.
في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية ارتمت في أحضان المليشيات الحوثية في عدوانها على الجنوب، كما استعانت بعناصر إرهابية موالية لتنظيم القاعدة، وكل هؤلاء الأشرار ينفذون مؤامرة إخوانية مفضوحة أعدتها دولتا قطر وتركيا.
يُشير كل ذلك إلى أنّ الجنوب يواجه جملةً من الأعداء الأشرار الذين تكالبوا على الوطن، من أجل النيل من أمنه واستقراره، وهي مؤامرة لن تنجح في ظل القدرات العسكرية الجنوبية الهائلة التي تُسطّرها قواتنا المسلحة في مواجهة هذه المؤامرة.