كورونا يحتل صنعاء.. الحوثي يسقط في الاختبار الصعب
تواصل جائحة كورونا تسجيل حضورها المرعب في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، في وقتٍ لا تتوقّف فيه التقارير الدولية عن التحذير من تفاقم الأوضاع على نحو مرعب وفتّاك.
ففي الساعات الماضية، سجّلت محافظة صنعاء، رقما قياسيا في عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، حيث كشف مصدر طبي مطلع لـ"المشهد العربي"، عن إصابة 86 حالة بفيروس كورونا.
وأوضح المصدر أنّ عدد الإصابات يعد رقما قياسيا مقارنة بالأيام الماضية، وهو ما يشير إلى تسارع تفشي الوباء، وأشار إلى أن عدد الإصابات المؤكدة مخبريا بالفيروس التاجي في صنعاء وحدها وصل إلى 1206 إصابات، منها 260 حالة وفاة.
وأكد أنّ هناك حالات إصابة خارج هذه الأرقام، وأن الفحوصات تجرى للحالات التي تظهر عليها أعراض مرضية حادة فقط.
بدورها، عبّرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقها من تفاقم الوفيات في اليمن جراء تفشي فيروسات كورونا والملاريا وحمى الضنك.
وحذرت من الوضع المأساوي في اليمن مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار، داعية أطراف النزاع لوقف عاجل لإطلاق النار لحماية المدنيين.
وفي خضم هذا الوضع المرعب، كثرت الاتهامات الموجهة للحوثيين بشأن إخفاء المعلومات الحقيقية عن تفشي كورونا، في وقتٍ وضعت فيه المليشيات مبررًا لهذه السياسة الخبيثة التي تساهم في تفشي الجائحة.
واعترفت وزارة الصحة في حكومة الحوثي "غير المعترف بها" بتفشي فيروس كورونا في صنعاء ومختلف مناطق سيطرتها، إلا أنها رفضت الإفصاح عن عدد الإصابات.
وبررت الوزارة الحوثية موقفها بأنّ هذه السياسة في التعامل مع الوباء لا تتناسب مع وضع البلد الذي يعيش ما زعمت أنه "عدوان وحصار"، وأوضحت - في بيان - أن سياسية التهويل الذي اعتمدت عليها كثير من دول العالم، أضعفت الروح المعنوية لدى مواطنيها وخلقت حالة من الهلع والخوف والقلق، كانت أشد فتكا من المرض نفسه .
واتهمت "صحة الحوثيين"، منظمة الصحة العالمية بتزويد المليشيا بمحاليل غير فعالة، وأظهرت إيجابية لعينات غير بشرية وغير متوقعة على حد زعم البيان.
التبرير الحوثي لإخفاء الحقائق عن تفشي كورونا يمكن اعتباره سكبًا للبنزين على النار، ففي الوقت الذي تُشدِّد فيه كافة الأطراف على ضرورة التحلي بالشفافية في التعامل مع الأزمة، إلا أنّ المليشيات ابتكرت إستراتيجية جديدة، يمكن القول إنّها ستحرق الأخضر واليابس.
وسبق أن سلّطت وكالة "أسوشيتد برس"، الضوء على تفشي فيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وقالت الوكالة في تقرير، إنّ المليشيات تنقل جثث الضحايا المشتبه في إصابتهم بالفيروس التاجي في صمت، في الليل، ليتم دفنها في عدة مقابر، تحت أضواء الكشافات.
وأشارت إلى أن مراسم الدفن تقتصر على حفنة من الأقارب، بينما التجمعات الكبيرة غير مسموح بها، والهواتف أيضا، موضحةً أنّ المليشيات تحذر حفاري القبور والحراس في المقابر من الحديث عن أسباب الوفاة.
ونبه التقرير إلى أن الحرب أدت إلى شل النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من الفوضى وعدم القدرة على اختبار من يشتبه في إصابتهم بالفيروس، وأضاف أنه يوجد في عموم المحافظات 500 جهاز تنفس صناعي، و700 سرير وحدة عناية مركزة، وأسطوانة أوكسجين واحدة في الشهر لكل 2.5 مليون شخص.
وحذر من تفاقم الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، مؤكدا أن الحوثيين يقمعون أي نشر للمعلومات حول الفيروس الوبائي، بينما فرضوا تدابير وقائية بسيطة.
ونقل التقرير عن ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ، قوله إنه يعتقد أن وفيات فيروس كورونا بالمئات، وأن حالات الإصابة بالآلاف.