تكاتف الجنوبيين شعبًا وقيادة.. تلاحمٌ يرعب إخوان الشرعية
يبدو أنّ التلاحم الكبير بين الشعب الجنوبي وقيادته السياسية وقواته المسلحة يُسبِّب الكثير من المتاعب للمليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.
ففي محافظة أبين، أثارت نجاحات المقاومة الجنوبية بالمنطقة الوسطى بضرب معسكر مليشيا الإخوان الإرهابية بجبل عكد، سخط قادة المليشيات التابعة للشرعية.
استدعت قيادة المعسكر، عبر الإخواني المدعو العقيد محمد طالب الطوسلي، أركان حرب القوات الخاصة في مليشيا الإخوان، أهالي القرى المحيطة بالمعسكر.
وهدد الطوسلي، بحسب مصادر محلية، شيوخ وأهالي مناطق الخديرة، والإسلامية، والقاع، وعراكبي، والمخربية، بمداهمة قراهم، إذا واصلوا دعم من وصفهم بـ"المخربين".
وأضافت أنه حذر من استمرار تعرض مليشياته لكمائن، متوعدا بفرض حالة الطوارئ ومنع التجول بين القرى من الساعة السادسة مساء.
وأشارت إلى حضور الإرهابيين لؤي الزامكي، وأبو مشعل الكازمي، وأبو قحطان، الاجتماع، وتوجيهمم تهديدات للحاضرين.
في المجمل، شهدت الأسابيع والأشهر الأخيرة توسُّعًا في بنود المؤامرة الإخوانية التي تُنفِّذها هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية، ضد الجنوب، وهو ما يقابل بوعي شعبي يمكن التعويل عليه لدحر بنود هذه المؤامرة.
ويُمثّل التكاتف بين الشعب الجنوبي وقواته المسلحة، أحد أهم الركائز التي يتم الارتكان عليها في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب، من قِبل التنظيمات المتطرفة التي تتآمر على الوطن.
ويملك الجنوب قيادة سياسية محنكة، وقوات مسلحة باسلة وشعبًا واعيًّا، وهي ثلاثة أضلاع لمثلث قوة الجنوب تتكاتف جميعها في مواجهة التحديات التي تحاصر الجنوب من أكثر من اتجاه في الفترة الأخيرة.
الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.
كما نجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.
"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.
القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.
الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.
ويمكن القول إنّ تكاتف هذه الأضلاع الثلاثة ولُحمتها أمرٌ كافٍ من أجل صد كافة المؤامرات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه، على كافة الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا.