مؤامرة الأشرار على الجنوب.. أجندة قطرية - تركية تنفذها الشرعية

الأحد 14 يونيو 2020 01:17:00
 مؤامرة الأشرار على الجنوب.. أجندة قطرية - تركية تنفذها الشرعية

يمثّل النفوذ القطري والتركي داخل حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، أحد الأسباب الرئيسية التي تعقِّد من حرب اليمن، بالإضافة إلى استمرار واستِعار بنود المؤامرة الإخوانية الخبيثة ضد الجنوب.

ومنذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، أقدمت قطر على تكثيف تدخلها من أجل خدمة النفوذ الإخواني وإنقاذه من الانهيار.

وفي هذا الإطار، أبرزت صحيفة "العرب اللندنية"، في تقرير لها اليوم السبت، اتساع رقعة المواجهات في محافظة شبوة، جراء ممارسات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية.

وأرجع تقرير الصحيفة، سبب اندلاع المواجهات إلى ممارسات مليشيا الإخوان بحق قبائل جردان، والتي جاءت بعد توزع أموال قطرية على عناصر المليشيات.

وأشار إلى أنّ شخصيات سياسية موالية لقطر تقف خلف التصعيد، الذي يستهدف إفشال الجهود التي يبذلها التحالف العربي لتنفيذ اتفاق الرياض.

وشددت الصحيفة على أن ممارسات تلك الشخصيات تعرقل التوصل إلى آلية عملية مضبوطة بأجندة زمنية؛ لإحياء الاتفاق.

ولفتت إلى أنّ المدعو صالح الجبواني عاد مؤخرًا من زيارة سرية لقطر إلى مدينة عتق؛ لتوزيع الأموال التي حصل عليها من الدوحة بهدف شراء الولاءات وتأجيج المواجهات.

وشهدت الأيام الماضية تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية التي حشدت عناصرها الإرهابية صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.

ومن خلال تنسيق مع قطر وتركيا، أطلقت حكومة الشرعية عمليات إرهابية استهدفت اجتياح العاصمة عدن عبر محافظة أبين، وتجلّى ذلك في مهاجمة قرى مأهولة بالسكان في الشيخ سالم ومحيط مدينة زنجبار، وقامت المليشيات الإخوانية باستفزاز القوات الجنوبية.

لا يقتصر الأمر على قطر فقط، فضمن مسلسل تآمرها المفضوح، أفسحت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المجال أمام التدخل التركي على النحو الذي يخدم الأجندة الإخوانية ويعادي الجنوب والتحالف العربي.

وفيما يحمل هذا التدخُّل عداءً ضد الجنوب وشعبه، فقد حذرت مجلة "ذا اراب ويكلي" البريطانية الأسبوعية، من أن الوجود المتزايد لتركيا يثير القلق في جميع أنحاء المنطقة بشأن الأمن في خليج عدن وباب المندب.

وبحسب المجلة، زادت هذه المخاوف بعد أن أفادت التقارير بأنَّ أجندة تركيا في اليمن تمولها وتدعمها قطر عبر بعض الشخصيات السياسية والقبلية اليمنية المنتسبة إلى حزب الإصلاح الإخواني، ويهدفون إلى ابتزاز التحالف العربي من خلال خلق تهديد تركي في البلاد وتشكيل تحالف جديد بالتنسيق مع قطر.

وكشف التقرير أن تركيا خطت حتى الآن بعناية في اليمن، وأنها على ما يبدو في انتظار لحظة مواتية للتدخل وتأمل في الحصول على مزيد من الدعم من حكومة عبد ربه منصور هادي قبل الشروع على الأرض.

وأوضح أن الأنشطة التركية الحذرة والسرية في اليمن تتركز حاليا في ثلاث مناطق ساحلية يمنية: شبوة، وسقطرى، وتعز، وفقا لمصادر لم تكشف عن هويتها.

كما كشف التقرير عن وجود عناصر استخبارات تركية في محافظة شبوة تحت غطاء منظمة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تنشط في المحافظة منذ سقوطها تحت سيطرة جماعة الإخوان في أغسطس الماضي.

وترى المجلة أن النفوذ المتزايد للإخوان في شبوة، تزامن مع العداء المتزايد تجاه التحالف العربي في منطقة العلم في جنوب غرب اليمن، والذي كان هدفًا لهجمات متكررة بقذائف الهاون، ويعتقد أن الهجمات تهدف إلى قطع الغذاء والإمدادات الطبية، مما اضطر قوات التحالف المتمركزة هناك في النهاية إلى المغادرة.

وبمجرد السيطرة على منطقة العلم، يأمل الإخوان المسلمون في الوصول إلى ميناء بلحاف الإستراتيجي، والاستفادة من صادرات الغاز الهامة والوصول الذي تشتد الحاجة إليه إلى الساحل المطل على بحر العرب، وهي بوابة رئيسية لأي تدخل تركي محتمل وشحن الإمدادات الأساسية من القواعد العسكرية التركية في الصومال المجاورة.

بالإضافة إلى النشاط المشبوه في تعز وشبوة، تشير التقارير إلى الجهود التركية في تصعيد التوترات بمساعدة محافظ سقطرى رمزي محروس. وأفادت التقارير بأن التوترات تصاعدت بعد عودة محروس من زيارة سرية إلى إسطنبول، التقى خلالها ضباط المخابرات التركية والقطرية وقادة الإخوان.

وكانت السنوات الماضية شاهدةً على أنّ الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية سيُمثّل حجر عثرة أمام جهود التحالف العربي في مكافحة الإرهاب الغاشم الذي تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية على صعيد واسع.

وفي الوقت الذي يعادي فيه أذناب الشرعية جهود التحالف العربي، فإنّ هذه الأبواق تتجاهل الحرب على المليشيات الحوثية واستطاعت أن تدير بوصلة الحرب صوب الجنوب ومعاداته في وقتٍ تترك فيه الشرعية أراضيها ترتعِ فيها مليشيات الحوثي كما يحلو لها.

ومع بلوغ الحرب عامها السادس، فقد أصبح لزامًا مواجهة هذا النفوذ الإخواني المهيمن على معسكر الشرعية من أجل ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، وهو أمر لن يتم إلا بالقضاء على خلايا قطر وتركيا في الشرعية، وما أكثرهم.