استهداف السعودية.. هجمات خبيثة فضحت الدعم الإيراني للحوثيين
يومًا بعد يوم، تُفتضح حقيقة الدعم الخبيث الذي تقدمه إيران للمليشيات الحوثية، وهو دعمٌ متنوع الأوجه على النحو الذي مكّن هذا الفصيل الإرهابي من إطالة أمد الحرب من جانب، بالإضافة إلى استمرار تهديد الأمن القومي العربي.
وفي هذا السياق، سلّطت صحيفة "عكاظ" السعودية، يوم السبت، الضوء على التقرير الأممي الجديد، بشأن ضلوع إيران في الهجمات الحوثية على المملكة.
وقالت الصحيفة إنّ التقرير أثبت استخدام صواريخ كروز إيرانية الصنع، بالهجوم على منشآت أرامكو وأحد المطارات الدولية في السعودية.
وأضافت أنَّ الأسباب التي قادت الأمم المتحدة لتلك النتيجة، هو أنّ خصائص تصميم بعض الصواريخ مشابهة لتلك التي أنتجها كيان تجاري في إيران سابقًا.
واعتبرت الصحيفة أن التقرير الأممي يؤكد ما أشار إليه العديد من البيانات الدولية والتقارير الإعلامية، حول حجم التعاون العسكري بين إيران والحوثيين.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد مارست أخيرا ما يمكن اعتباره ضغطًا جديدًا من أجل وقف الدعم العسكري الذي تقدمه إيران للمليشيات الحوثية، وهو ما يضفي آمالًا جديدة نحو تحييد قدرة التسليح الحوثية.
المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك، أكّد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تضغط لوقف أي تمويل إيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية.
وكشف في تصريحات صحفية، عن رؤيته أسلحة قدمتها إيران لمليشيا الحوثي أثناء زيارته السعودية.
ولفت إلى ممارسة بلاده ضغطًا لوقف أي تمويل إيراني لمليشيا الحوثي، معبرًا عن سعادته لنتائج العقوبات المفروضة على إيران.
يمثّل الدعم الإيراني للحوثيين السبب الرئيسي لتمكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب اليمنية القائمة منذ صيف 2014، بالإضافة إلى الاستمرار في تهديد أمن المنطقة.
وبين حينٍ وآخر، توجّه اتهامات لإيران حول دعمها المسلح للحوثيين، بما يمكّن المليشيات من ارتكاب جرائمها الغادرة طوال الفترة الماضية.
وتنفي إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة لكن الأمم المتحدة وأمريكا والسعودية ودول أخرى تتهم طهران بدعم الحوثيين بالأسلحة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار.
وأخيرا، سلّط تقرير أمريكي الضوء على دعم طهران للحوثيين، حيث أكّد معهد "ذي أمريكان إنتربرايز" لأبحاث السياسة الدولية، وجود مستشارين وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة صنعاء، وقد اعترفت إيران بسفير الحوثيين لديها الصيف الماضي.
وقال المعهد إنّ تهديد الحوثيين للأمن البحري وسيادة الشركاء الخليجيين "أمر غير مقبول" بالنسبة للولايات المتحدة، كما هو الحال بالنسبة للوجود الإيراني.
وتحدّث التقرير الأمريكي عن قيام مليشيا الحوثي بالتلاعب بموارد المساعدات الدولية المخصصة لليمنيين اليائسين وحرفها عن الوصول إليهم، ورأى أنَّ التعليق الجزئي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرامجها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بالإضافة لضغوط وزارة الخارجية الأمريكية على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات غير الحكومية الدولية، يمثل خطوة إيجابية.
وشدد على أنّه يجب على الولايات المتحدة قيادة الجهود للتفاوض على تسويات شاملة لتقليل الصراعات، خاصة حيث يتواجد تنظيما القاعدة وداعش، لأن هذه التنظيمات تتقوى في ظل تلك النزاعات.
إقدام المليشيات الحوثية على مثل هذه الجرائم لم يكن ليحدث من دون حصول هذا الفصيل الإرهابي على دعمٍ واسع من إيران على مدار السنوات الماضية.
وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد وجّه - في كلمة مصورة - الشكر للدولة التي حافظت على بقاء مليشياته طيلة هذه السنوات، والحديث هنا عن إيران التي حظيت بإشادة خاصة من زعيم المليشيات ووصف موقفها بـ"أوضح وأصدق موقف".
وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت المليشيات الحوثية بصنوفٍ عديدة من الدعم العسكري من قِبل إيران، على النحو الذي أطال من عمر هذا الفصيل الإرهابي.
وكانت إيران قد حاولت إخفاء دعمها المسلح للمليشيات الحوثية على مدار السنوات الماضية، خرجت طهران بتصريح غير معتاد، كشفت فيه عن دعمها لهذا الفصيل الإرهابي، وقد كان ذلك في فبراير الماضي.
ففي أول مرة تكشف فيها إيران عن مدى قدرة تواجدها الفعلي في اليمن منذ بدأت الحرب، أكّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي إنّ طهران تمكَّنت من نقل تقنياتها العسكرية إلى لبنان وفلسطين واليمن عبر قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في إطار مساعيها لتصدير الثورة الإيرانية.