التصعيد في الضالع.. بديل إستراتيجي لوقف هزائم الشرعية بالجنوب
يلجأ تحالف الحوثي والشرعية إلى التصعيد في الضالع باعتبار أن تلك الجبهة بمثابة بديل إستراتيجي يمكن الارتكان عليه لتخيف الضغوطات على مليشيات الشرعية في شبوة وأبين، تحديدًا وأنها تلقت هزائم عديدة خلال الأيام الماضية جعلتها تبحث عن مواقع أخرى من الممكن أن تشكل ضغطًا على القوات المسلحة الجنوبية.
يأخذ التصعيد في الضالع أكثر من شكل، لأن المليشيات الحوثية هي من تبحث عن محاولة التقدم باتجاه المواقع التي تتمركز بها القوات المسلحة الجنوبية فيما يكون الرد قاسيًا وسريعًا بإرغامها على التراجع وإلحاق الخسائر بها، لكن الحوثي يكرر ذلك عدة مرات في تأكيد على أنه داعم قوي لمليشيات الشرعية بجانب أن العناصر المدعومة من إيران تحاول اختراق المحافظة بعد أن فشلت في ذلك على مدار العامين الماضيين.
تضرب المليشيات الحوثية بتصعيدها في الضالع أكثر من عصفور بحجر واحد لأنها تخدم إيران التي تسعى لأن يكون لها موطئ قدم بالجنوب، بجانب أنها تخدم محور الشر على مستوى أوسع لأن إرباك القوات الجنوبية يعد هدفًا تركيًا قطريًا بالأساس، وأن ذلك يساعد مليشيات الشرعية على أن تحقق بعض المكاسب بفعل التصعيد على الجبهات، غير أن كلا من هذه الأهداف لم تتحقق على أرض الواقع بفعل بسالة القوات المسلحة الجنوبية.
ولعل ضبط أسلحة تركية بيد المليشيات الحوثية في الضالع أكبر دليل على أن ما يجري هناك له علاقة بحشد العناصر الإرهابية في شبوة وأبين ومحاولة اختراق العاصمة عدن، ويؤكد ذلك على أن هناك مخططات يجري تنفيذها بشكل موسع على الأرض لاستهداف التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية.
تصدت القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الأحد، لعدة هجمات وتسللات قامت بها المليشيات الحوثية ـ المدعومة إيرانيًا ـ في قطاعات الفَاخر وباب غَلَق وصُبيرة وبتار شمالي الضالع، وأجبرت القوات المسلحة الجنوبية، المليشيات الحوثية الإرهابية على التراجع والعودة إلى مواقعها، وصاحبت المحاولات الحوثية، اشتباكات مُتقطعة بمختلف الأسلحة بين الطرفين، انتهت بتراجع المليشيات الحوثية.
وضبطت القوات المسلحة الجنوبية، الجمعة الماضي، خلية استخباراتية تعمل لمليشيات الحوثي في شمال الضالع، وصادرت خلال عملية مداهمة خلية التجسس، كميات كبيرة من المسدسات الكاتمة للصوت صناعة تركية، وكميات من العبوات الناسفة والكتيبات الدينية للمليشيات الحوثية.
أعلنت القوات الجنوبية أن العملية هي الأولى من نوعها، خلال معاركها مع المليشيات الحوثية الإرهابية، شمال وغربي محافظة الضالع، قبل أكثر من عام.
فيما أشاد رئيس دائرة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي الجنوبي بيافع فضل محسن الشطيري، اليوم الثلاثاء، بالقوات المسلحة الجنوبية، وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "القوات المسلحة الجنوبية تواجه كلا من تركيا وقطر في أبين وتواجه إيران في الضالع".
من جهة أخرى، كشفت مصادر في صنعاء حملة تجنيد بدأتها مليشيا الحوثي في أوساط موظفي المؤسسات الحكومية، مبينة أن المليشيا أطلقت الحملة تحت مسمى "حشد القطاعات الوظيفية".