مفاوضات مع النشطاء.. هل فقد غريفيث الأمل في الحوثيين؟
كثف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مفاوضاته مع عدد من النشطاء اليمنيين من دون الإفصاح عن أسمائهم خلال الأيام الماضية، وهي المفاوضات التي جاءت في وقت تجاهلت فيه المليشيات الحوثية جميع الجهود الأممية التي هدفت إلى وقف إطلاق النار، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول فقدان المبعوث الأممي الثقة في المليشيات الحوثية؟، تحديدًا وأن الأخيرة مستمرة في تصعيدها بالحديدة.
وتبدو تحركات غريفيث بمثابة دوران في دوائر مفرغة لأن وقف إطلاق النار بيد الحوثيين وليس هؤلاء النشطاء، بل إن إيران تعد هي المتحكم الرئيسي في قرارات المليشيات الحوثية، وبالتالي فإن المطلوب ممارسة مزيد من الضغوطات الدولية على طهران وليس التفاوض مع النشطاء، ما يجعل خطوات غريفيث غير مفهومة بالنسبة للكثيرين.
ويذهب البعض للتأكيد على أن غريفيث يحاول الضغط على المليشيات الحوثية من خلال توسيع دائرة النقاشات حول السلام، غير أن تلك المحاولات لن تفلح طالما أن الشرعية تتحالف مع المليشيات الحوثية في الخفاء، وبالتالي فإن تغيير مواقف الشرعية تجاه الحوثي يعد أمرًا ملحًا إذا كانت هناك رغبة حقيقية في السلام، لأن المليشيات الحوثية لن تقدم تنازلات طالما أنها تقبع في مواقعها في الشمال في ظل غياب تام لقوات الجيش.
عقد مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الأحد، مشاورات مع مجموعة من الناشطات حول المستجدات السياسية باليمن، وشددت جلسة المشاورات، على ضرورة تمثيل المرأة في المفاوضات الخاصة باليمن.
وأكدت الجلسة أهمية أن تساهم المرأة في صنع مستقبلها، في ظل تأكيد بعض الدراسات أن المشاركة الفعلية للمرأة في صنع السلام تؤدي إلى استدامته.
وكان غريفيث قد عقد، الأربعاء الماضي، مشاورات افتراضية واسعة النطاق، مع مئات الناشطين حول فرص وتحديات السلام في اليمن، واستعرض جهود الأمم المتحدة الجارية للتوسط بين الطرفين للوصول إلى السلام الشامل والمستدام.
شارك في المشاورات 500 شخص، ثلثهم من النساء، من منظمات المجتمع المدني، و60% منهم تحت سن 41 عاما، وطرحوا أفكارهم حول إمكانية وقف إطلاق النار على مستوى البلاد ومستقبل عملية السلام السياسي والإجراءات الإنسانية والاقتصادية الرئيسية اللازمة لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن، وتحسين استجابة البلاد لتفشي فيروس كورونا.
وقال المبعوث الأممي، إن الغالبية العظمى من المشاركين عبروا عن قلقهم البالغ إزاء انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أن 95٪ وافقوا على أن وقف إطلاق النار الشامل ضروري للاستجابة الفعالة لتفشي فيروس كورونا في البلاد.
وأوضح أن كثيرين وصفوا الوضع بأنه "كارثي"، مؤكدا أن 62٪ من المشاركين بينوا خطر تفشي المرض بتأثير الحرب ووافقوا على أن "اليمن يعاني من فيروسين: "الحرب وكورونا".
وجاءت مفاوضات غريفيث مع النشطاء بالتزامن مع اعترض التحالف العربي، الأسبوع الماضي طائرتين مسيرتين أطلقتهما مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران.
وعلى المستوى الميداني اعتدت مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، اليوم الأحد، على سكان القرى السكنية ومزارع المواطنين في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بالحديدة، وأطلقت المليشيا الإرهابية، بحسب مصادر محلية في الجبلية، نيران أسلحتها الرشاشة على المدنيين في المنطقة.