الطائرات المسيرة.. رسائل إيرانية برفض السلام في اليمن

الاثنين 15 يونيو 2020 23:10:00
الطائرات المسيرة.. رسائل إيرانية برفض السلام في اليمن

كثفت المليشيات الحوثية من استخدام الطائرات المسيرة لاستهداف مناطق مدنية داخل المملكة العربية السعودية، وذلك في الوقت الذي يكثف فيه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مباحثاته من أجل الوصول إلى سلام، فيما يعد استخدام الطائرات الإيرانية الصنع بمثابة رسائل مباشرة من طهران برفض وقف إطلاق النار.

ويرى مراقبون أن المليشيات الحوثية حينما تحاول التأكيد على نيتها نحو التهدئة توقف إطلاق الطائرات، وفي المقابل فإنه حينما يكون لإيران مصلحة في استمرار تدهور الأوضاع وعدم الوصول إلى حل في اليمن فإنها تستخدم هذا السلاح بكثافة وهو ما يظهر حاليا، لأن العناصر المدعومة من إيران قامت في الأول من الشهر الجاري بإطلاق طائرتين مسيرتين على المملكة بعد ساعات قليلة من حديث غريفيث عن استمرار مباحثات السلام.

ويذهب البعض للتأكيد على أن طهران تسعى لاستغلال انشغال المجتمع الدولي بمواجهة انتشار فيروس كورونا من أجل ارتكاب جملة من الجرائم الإرهابية بحق التحالف العربي وأبرياء اليمن، وأنها لن تطلب من الحوثي المكوث على طاولة مفاوضات في الوقت الحالي، لأنها لا تتعرض إلى ضغوطات خارجية تدفعها إلى ذلك.

أسقطت قوات التحالف العربي، اليوم الاثنين، طائرة بدون طيار مفخخة، أطلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، باتجاه مدينة خميس مشيط، جنوب المملكة العربية السعودية.

أكد المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد الركن تركي المالكي، استهداف مليشيا الحوثي المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة بطائرة مسيرة في مدينة خميس مشيط.

وقال إن هذه العملية الإرهابية تعد امتدادًا للعمليات الإرهابية من المليشيا الحوثية الإرهابية، لاستهداف المدنيين، بعد إحباط محاولة استهداف المدنيين والأعيان المدنية في مدينة نجران، بإطلاق صاروخ باليستي أمس الأول.

وشدد على استمرار المليشيا الحوثية في أعمالها الإرهابية باستخدام طائرات بدون طيار تحمل المواد المتفجرة لاستهداف الأبرياء، واصفًا الهجوم بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.


وأقرت وسائل إعلام ميليشيا الحوثي بمصرع الخبير في تركيب وتفخيخ الطائرات المسيرة محمد عبده الغولي خلال المواجهات الدائرة في جبهة نهم، فيما أكدت مصادر عسكرية أن الغولي واحد من الخبراء القلائل الذين دربهم الحرس الثوري الإيراني على تركيب الطائرات المسيرة وتلغيمها حيث تهرب هذه الطائرات إلى اليمن ويتولى هؤلاء الخبراء تركيبها وتلغيمها قبل إطلاقها.

ووفق صحيفة "البيان" الإماراتية، فإن الغولي كان قد تلقى تدريبات قتالية في جنوبي لبنان على يد عناصر مليشيا حزب الله الإرهابي، وآخرين من الحرس الثوري الإيراني، وغالبا ما تستعين به المليشيا في تنفيذ عمليات دقيقة في أكثر من جبهة، وأنه مع آخرين كان يتولى الإشراف على تدريبهم في كيفية تنفيذ الهجمات بهذا النوع من الطائرات لقوا مصرعهم في الغارات التي استهدفتهم في جبهة نهم.

وبحسب عسكريين فإن الطيارات التي لدى الحوثيين، هى طائرات إيرانية ولها نفس الاستخدامات في أي مكان بالعالم إلا أن الحوثيين يقومون بتحميلها بالمتفجرات وإرسالها إلى المناطق الآهلة بالسكان، وأن الدول المتحضرة تستخدم تلك الطائرات في الاستطلاع والتصوير الجوي للحفلات وتستخدم أيضا على المستوى العسكري ولكن بشكل آمن وفقا للقانون الدولي وإدارة الدولة.

ويعتمد تقنيو الحوثي الإيرانيون على تقنية GPS الخاصة بأجهزة "أبابيل" التي تزود مسبقا بالإحداثيات، ويتم حشو المتفجرات فيها بشكل بدائي.

ويترأس فريق إيران الفني لتزويد الحوثيين بتقانة الطائرات المسيرة ضابط برتبة مقدم يدعى أبوحسين زيباري، تتلخص مهامه في إعادة تجميع وضبط الإحداثيات والوقود وتوزيع المادة المتفجرة، وفقا لمصادر عسكرية يمنية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن إيران حوَّلت موانئ الحديدة الثلاثة إلى منفذ نشط لإدخال طائرات ما تعرف بـ"أبابيل" و"شاهد" و"مهاجر 1و2" و"فطرس".