عمالة الأطفال.. صغارٌ أغرقهم الحوثي في الدوامة

الخميس 18 يونيو 2020 12:08:16
 عمالة الأطفال.. صغارٌ أغرقهم الحوثي في "الدوامة"

في الوقت الذي دفع فيه الأطفال ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، فإنّ جهودًا دولية تسعى لاستئصال هذا الورم السرطاني الخبيث.

في هذا الإطار، أكّدت ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن سارة نيانتي، أن المكتب المحلي للمنظمة سيعمل على مكافحة مشكلة عمالة الأطفال باليمن.

وأجرت سارة نيانتي جلسة مع مجموعة من الأطفال من مختلف أنحاء اليمن، للتعرف على مشاكلهم.

ومنذ إشعال المليشيات الحوثية حربها العبثية، تتزايد حالات النزوح هربا من جحيم الحرب، إلا أن غالبية الأسر النازحة لا تجد بابا للرزق سوى أن يعمل أبناؤهم حتى يوفروا ولو القليل من قوت يومهم.

وسبق أن كشفت تقارير حقوقية أنّ هناك أكثر من مليوني طفل "يعلمون" جرّاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ صيف 2014، كما حُرم أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم.

ورغم أنّ ظاهرة عمالة الأطفال ليست قضية جديدة بالنسبة لأغلب الدول العربية، ومن بينها اليمن، إلا أنّها تضاعفت بشكل ملحوظ جرّاء انتهاكات المليشيات الحوثية، حيث لا تخلو أغلب المتاجر والمحال من عاملين في أعمار تتراوح بين العاشرة والـخامسة عشرة، وكذلك بالنسبة للبيع المتجول في الأرصفة والتقاطعات الرئيسية، التي تزدحم بالبائعين من الأطفال، وتختلف الظروف بالنسبة لأولئك الذين يجدون فرصاً للعمل لدى أقرباء تأمن عليهم أسرهم، بعض الشيء، وبين من لا يجدون غير الرصيف وأوساط الغرباء.

إجمالًا، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

ومؤخرًا، كشفت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، عن تلقي قرابة 10 آلاف طفل يعاني من سوء تغذية حاد خدمات علاجية منها.

وقالت المنظمة إنّها تعمل باستمرار على ضمان توفير علاج سوء التغذية للأطفال في اليمن.

وتكشف إحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة التي صنفتها الأسوأ عالميا، حيث يواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.

ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.

وأشارت نتائج التقييم الطارئ للأمن الغذائي والتغذية إلى تجاوز مؤشر سوء التغذية الحاد (الهزل) في محافظات الحديدة وحضرموت وحجة وأبين عتبة 25٪ حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، بينما بلغ سوء التغذية المزمن (التقزم) مستويات حرجة تجاوزت 60٪ في 14 محافظة من أصل 22 محافظة.

وكذلك، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

في الوقت نفسه، كشفت منظمة الصحة العالمية أنّ سوء التغذية الحاد الكلي يكون مقبولاً عند أقل من 5٪ وضعيفًا، دون نسبة 10٪ وطارئًا عند أكثر من 15٪.