إرهاب الشرعية يعيق الحلول السياسية في الجنوب
رأي المشهد العربي
لا يمكن الحديث عن أي حلول سياسية في الجنوب طالما أن إرهاب الشرعية بحق المواطنين الأبرياء مازال مستمرًا، وطالما أن استهداف القوات المسلحة الجنوبية قائم بشكل يومي ولا يتوقف، لأن هذا يعني أنه لا يوجد رغبة للحل السياسي من قبل تيار قطر وجماعة الإخوان المهيمنة على الشرعية من الأساس في ظل المال القطري المتدفق بكثافة إلى مليشيات الإخوان في شبوة.
هناك عشرات البراهين التي تؤكد أن الشرعية لن تكون جادة في أي محاولة جديدة لتفعيل اتفاق الرياض مهما كان شكل المبادرات التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية للحل، لأنها شرعت بالفعل في نسج تحالفات مع العناصر الإرهابية التي استقطبتها من محافظات الشمال، بجانب أنها تحالفت مع المليشيات الحوثية التي لن تمكن الشرعية من تنفيذ أي اتفاق يجري التوصل إليه في ظل ضعف وانهيار الشرعية بهيئتها الحالية.
والأهم من ذلك أن تيار قطر وتركيا يدفع بكل قوة في الاتجاه المعاكس للسلام في ظل الحديث عن إقامة معسكرات لتدريب الإرهابيين في محافظة شبوة بتمويل من قطر وبرعاية وزراء في الشرعية، وبالتالي فإن هؤلاء قبضوا ثمن خيانتهم من الدوحة ولن يكونوا على استعداد للتفعيل اتفاقيات السلام التي ترعاها المملكة العربية السعودية.
في جميع الوقائع الماضية التي أظهرت فيها الشرعية رغبة في التهدئة قامت بنقضها ولم تلتزم بها، ولعل آخرها إفشال الاتفاق الموقع بينها وبين القوات المسلحة الجنوبية في مديرية حديبو بمحافظة أرخبيل سقطرى، أمس الأول، إذ أن المليشيا الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية أفشلت الاتفاق قبل أن يجف حبره بتحريك ستة أطقم مسلحة إلى مواقع مختلفة داخل حديبو وخارجها بعكس ما كان ينص عليه الاتفاق الذي تحدث عن إلزامها بسحب قواتها، إلى جانب التوقيع على اتفاق الرياض في شهر نوفمبر من العام الماضي مع إفشال جميع محاولات تطبيقه على أرض الواقع.
دائما ما توظف الشرعية الحلول السياسية لكسب مزيد من الوقت وإعادة ترتيب أوراقها وإفساح المجال أمام وصول المزيد من الأموال القطرية التركية لعناصرها لتكون بمثابة الوقود التي تساعدها على ارتكاب مزيد من الجرائم الإرهابية، وبالتالي فإن المطلوب أولًا تأمين الجبهة الجنوبية بشكل لا يسمح للانقضاض على أي حلول سياسية.
لا يمكن الحديث عن حل سياسي في ظل وجود عناصر إرهابية في محافظات الجنوب تقوم بإرهاب المواطنين وتعذيبهم واختطافهم وقتلهم، ولا يمكن الحديث عن حل سياسي في استمرار خطابات العداء باتجاه المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية، وفي ظل استمرار هيمنة أشخاص محسوبين على محور الشر على رأس الشرعية، لأن ذلك سيعد بمثابة الدوران في دائرة مفرغة من دون نهاية.
لدى المجلس الانتقالي الجنوبي رغبة طاغية في السلام، لكنه يبحث عن السلام الذي يضمن استقرار الجنوب ولا يمكن استغلاله من اجل ارتكاب مزيد من العمليات الإرهابية، وأن الجنوب يعلم جيدًا من الدروس السابقة، تحديدًا وأن القوات المسلحة الجنوبية في موقف قوة وأن اللجوء إلى السلام سيكون من منطلق هذه القوة التي تمكنت من ردع إرهاب الشرعية.