سيطرة الحوثي على قطاع الاتصالات.. مراقبةٌ للمواطنين وإطلاقٌ للصواريخ
تواصل المليشيات الحوثية الموالية لإيران استخدام قطاع الاتصالات في تنفيذ مؤامرتها الخبيثة التي تستهدف بسط مزيدٍ من السيطرة على المناطق الخاضعة لها، وكذا التضييق على المواطنين وزيادة حدة التجسُّس عليهم.
ففي هذا الإطار، حذَّرت صحيفة "الوطن" السعودية من سيطرة مليشيا الحوثي على قطاع الاتصالات الذي ما يزال خاضعًا لسلطتهم في صنعاء، ومستخدمًا في كافة مواقع سيطرة حكومة الشرعية.
وجميع المكالمات الصادرة والواردة تخضع لرقابة وتنصت وتتبع مليشيا الحوثي في صنعاء، لتبدأ بعدها عملية إرسال الصواريخ إلى المواقع التي يستهدفها الحوثيون.
وبحسب خبراء في الاتصالات، فإنّ مؤسسات الاتصالات والإنترنت والبريد الحكومية الخاصة تخضع لسيطرة المليشيات، ويتم التحكم بها من صنعاء.
وتقول الصحيفة إنّه ليس هناك سبب مقنع لعدم سحب قطاع الاتصالات والإنترنت من أيدي المليشيات المدعومة من إيران في صنعاء، مشيرة إلى أن الشركات العامة والخاصة يمكن نقلها إلى العاصمة عدن وفصلها عن الحوثيين.
كما أنّ استهداف مليشيا الحوثي الأفراد والمواقع العسكرية والمدنية وقوات التحالف يتم عن طريق الاتصالات، فهي أداة تجسس دائمة ومستمرة بيد الحوثيين ومن خلالها يمكن تتبع الأهداف التي يريدونها، ومراقبة أي معارض لهم.
ووفق الصحيفة، فإنّ الحوثي عندما يبدأ الهجوم على منطقة معينة فأول إجراء يقوم به هو قطع الاتصالات والإنترنت عنها، كما حصل في الجوف ونهم أخيرا، ومن قبل في حجة وحجور، وأرجعت ذلك إلى تعتيم مليشيا الحوثي على ما يجري في المناطق المستهدفة، بحيث تصبح المليشيات مصدر المعلومات والمتحكم فيها، بينما قاطنو تلك المنطقة لا يستطيعون إيصال جرائمها وانتهاكاتها وتحركاتها، وبعد الانتهاء من العدوان تعيد المليشيات فتح شبكات الاتصالات.
الممارسات الحوثية في هذا الإطار تحمل اعتداءات مفضوحة ضد الحرية، تسعى من خلالها المليشيات إلى تعزيز الرقابة على السكان، من أجل وأد أي حركات معارضة قد تندلع ضد هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
وتتعمَّد المليشيات الحوثية تقليل حركة تدفق البيانات والإنترنت في مناطق سيطرتها في إطار مساعيها لعزل السكان عن العالم الخارجي والتضليل على انتهاكاتها وجرائمها بحق المدنيين.
وتقبع شبكات الإنترنت محاصَرة في قبضة المليشيات الحوثية التي تمارس إرهابًا فجًا ضد هذا القطاع وعلى صعيد واسع.
وسبق أن مارست المليشيات التي تستهدف عزل المناطق الخاضعة لسيطرتها عن العالم، حصرًا لشبكات الواي فاي في حارات وأحياء مديريات أمانة صنعاء تمهيدًا لاستكمال مصادرة ما تبقى منها.
كما استدعت المليشيات مشايخ وعقال مديريات صنعاء، وعمَّمت عليهم بضرورة التعاون مع الفرق الميدانية الحوثية، كما وزَّعت المليشيات استمارة على عقال الحارات من أجل الحصر تتضمن معلومات تفصيلية عن ملاك وشركاء كل شبكة وأوقات تشغيلها وعلى أي أبراج تتواجد أجهزة بثها.
وقيَّدت المليشيات من تدفُّق حركة البيانات ورفعت أسعار خدمة الإنترنت وبطأت من سرعته متذرعة تارة بقطع الكابل في المياة الدولية بالقرب من قناة السويس وتارة أخرى بأعمال تخريبية في الكابل في العاصمة عدن، ومرة ثالثة يتضرر الكابل في منطقة حرض.