ردمان آل عواض ومآسي الحرب بالقطعة
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
كنت منذ أيام وبعد مقتل المواطنة البيضانية الأصبحية على يدي المشرف الحوثي في منطقتها وإعلان الزميل النائب ياسر العواضي دعوته للنكف القبلي قد تناولت هذه القضية مركزاً على تضييع الدولة والبحث عن بديل لها من خلال النكف القبلي.
وها أنا أعود لهذا القضية من جديد معبراً عن تضامني وتعاطفي مع الزميل ياسر العواضي ومع كل إخوتنا من آل غواض وكل أبناء محافظة البيضاء الأبطال وجميع الأشقاء أبناء الشمال لما يتعرضون له من قمع وتهميش وتضييق ونهب وسلب على أيدي رجالات النسخة الإيرانية من داعش في اليمن ممثلة بمليشيات الحوثي الإجرامية.
ما وددت التعرض لها هنا هو أن جماعة ا لحوثي تتفوق ليس فقط ببطشها وعجرفتها وجبروتها وطغيانها بل وفي خطابها السياسي وتكتيكاتها العسكرية والسياسية، فبينما يقف عجزة وكهول الشرعية ومسنيها ممن يتبوأون قيادة العمليات العسكرية كالبُلَهاء بائسين عاجزين عن القدرة على التصرف متخشبين في مواجهة التكتيكات الشيطانية لجماعة الحوثي يتنمرون جنوبا وهم حتماً سيفشلون ولكن بعد أن يكلفون أنفسهم ونحن معهم ضريبة باهظة لحماقات لا يصدق عاقل أن تصدر عن قادة ثمانينيين قضوا كل دهور حياتهم في العسكرة ويسقطون أمام عصابة حديثة العهد والنشأة.
منذ نحو سنتين وبضعة أشهر أعلن النائب البرلماني المحترم الزميل عبد الوهاب معوضه قيادة مقاومة شعبية وطنية ضد جماعة الحوثي وأنصارها في مديرية عُتمه بمحافظة ذمار، وخاض ومعه أبناء عُتمه الشرفاء معارك بطولية قل نظيرها، لكن كل اليمن وبقيادة من يقولون أنهم شرعيون من رئاسة ومجلس وزراء ووزارة دفاع وقبائل اليمن التي قيل أن أحداً لن يجرؤ على التعرض لها، كل هؤلاء وقفوا متفرجين على أبناء عُتمة الأبطال وهم يتصدون للعدوان والحصار، وأحسن هؤلاء المتفرجين من كتب بيان تضامن، وكأن عُتمة دولة شقيقة وربما صديقة تعرضت للعدوان والبقية يتضامنون معها، وأسقط الحوثي عتمة لأن عتمة مجرد مديرية محدودة الإمكانيات والموارد والحوثي حاربها بإمكانيات دولة كاملة الأركان.
وتكرر الأمر في مديرية حجور في محافظة حجة وعندما أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي بنقل بعض الألوية من المنطقة الأولى لنصرة أبناء حجور لم تتحرك عربة نقل ولا كتيبة ولا حتى جندي من المنطقة الأولى ولا حتى من المنطقة الخامسة ولا السادسة، لأن حجور لا تدخل في اختصاصات الجيوش الشرعية، وهي مهمة أبنائها ولا دخل لليمنيين بها إلآ من خلال بيانات التضامن كما جرى مع مديرية عتمة، وسقطت حجور مثلما سقطت قبلها عتمة وتعرض وجهاء حجور للقمع والتنكيل والبطش الحوثي دونما تدخل من الحكومات اليمنية، لأن دولة حجور ليس بينها وبين دولة اليمن اتفاقية دفاع مشترك.
واليوم يتكرر الأمر مع منطقة ردمان آل عواض في محافظة البيضاء فقد أسقط الحوثيون مقاومتها ليس بسبب تفوقهم ولا بسبب ضعف مقاومة أبنائها الأبطال ولكن بسبب خذلان الشرعية والشرعيين الذين انتظروا سقوط ردمان ليعلنوا بيانات تضامنهم المعدة سلفاً ويتبرأون من مسؤوليتهم عن هذه المنطقة وأبنائها ويعاقبون أبنائهم الذين يقودهم الزميل ياسر العواضي، يعاقبونه على خلفية وقوفه إلى جانب الرئيس السابق، وقد تابعت بمرارة بعض المواقع الإصلاحية وهي تستمتع بنشر صور جماعة الحوثي وهم يعبثون بمنزل الزميل النائب العواضي.
هل عرفتم لماذا ينتصر الحوثي دائما؟
إنه لا ينتصر بفضل تفوقه العسكري ولا الأخلاقي ولا السياسي ولكن لأنه بحارب مناطق اليمن بالقطعة فهو يعرف أن قادة القبائل اليمنية لم يقرأوا قصة "الأسد والثيران الثلاثة" فيعلن الحرب على منطقة قبلية محدودة وتنتظر بقية القبائل حتى تسقط تلك المنطقة، ثم ينتقل للثانية والثالثة ويعتقد القادة القبليين أنهم في مأمن من كيد الحوثي وعدوانه لكنهم لا يلتفتون إلا عندما يكون على أبواب حصونهم ويستمر المسلسل، أما الحكومات الشرعية المتعاقبة فلا تتعامل مع أبناء هذه المناطق إلا على إنهم أبناء دويلات شقيقة تستحق التضامن اللفظي بينما تدخر قواتها وفيالقها العسكرية الجرارة لمعركة أخرى لا علاقة لها لا بالانقلاب ولا باستعادة العاصمة ولا حتى باستعادة الدولة، لكن علاقتها تنحصر فقط بالبحث عن دولة بديلة وتتبع نظرية "أرض بلا دولة لدولة بلا أرض".
الحوثي أجاد اللعبة وعرف "من أين تُؤكَل الكتف" كما يقول إخوتنا المصريون، فراح يقاتل كل قبيلة على حدة، بينما حَيَّد بقية القبائل مؤقتاً حتى يحين وقتها، في حين لم تستطع (شرعيات الشرعية) أن تقيم تحالفاً بين دويلاتها لحماية الأرض التي تنوي الرجوع لحكمها وذلك هو الفرق يين "ذكاء الباطل الحوثي، وبلادة الحق الشرعي".
أكرر التضامن مع إخوتنا من آل عواض وأبناء البيضاء وعلى رأسهم الزميل ياسر العواضي وكل الشرفاء الشماليين الذين راهنوا على جيش (وطني) لا علاقة له لا بالوطن ولا بالوطنية.