حزم التحالف وحسمه.. كيف يضيق الخناق على الحوثي؟
ردًا على لجوء المليشيات إلى التصعيد العسكري، فإنّ التحالف العربي واصل العمل على التضييق العسكري على الحوثيين، عبر سلسلة من الهجمات المُركّزة.
وبعدما أجهضت المليشيات الحوثية فرص الحل السياسي طوال الفترة الماضية واختارت التصعيد، فلم يكن هناك أمام التحالف العربي إلا إظهار الحسم والحزم في مواجهة هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي محافظة الجوف، استطاعت التحالف العربي عبر سلسلة من الهجمات أن يقطع الطريق أمام المليشيات الحوثية التي رمت إلى التقدم في هذه المنطقة.
وكانت المليشيات الحوثية تُخطّط للإغارة على أحد المواقع الحيوية في جبهة النضود شرق بير المزاريق بمحافظة الجوف.
وضيّقت مقاتلات التحالف الخناق على مليشيا الحوثي في عدة مواقع، وأوقعت بهم العديد من القتلى والجرحى.
ميدانيًّا أيضًا، شنّت مقاتلات التحالف هجومًا واسعًا على مواقع مليشيا الحوثي الإرهابية شرقي مديرية الحزم.
وطاردت مقاتلات التحالف، المليشيات بجبال البرش والأقشع شرق مديرية الحزم، كما كبدتها خسائر فادحة في جبهه الجدافر.
إقدام التحالف العربي على تضييق الخناق عسكريًّا على الحوثيين، يأتي بعدما أفشلت المليشيات كل السبل نحو تحقيق الحل السياسي، على الرغم من دعوات التهدئة التي أطلقت طوال الفترة الماضية.
ولعل اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر 2018 الدليل الأكبر على عبث الحوثيين بمسار الحل السياسي، بعدما ارتكبت المليشيات نحو 14 ألف خرق، تسبّبت جميعها في تردي الوضع الإنساني وكبّدت المدنيين كلفةً باهظةً.
دليلٌ آخر على العبث الحوثي تجلّى في الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي قبل أسابيع، حيث أفسح التحالف المجال أمام تحقيق التهدئة من أجل إتاحة الفرصة لمواجهة جائحة كورونا، لكنّ المليشيات كعادتها مارست عبثها المعتاد، وارتكبت أكثر من 4000 خرق لبنود الاتفاق.
يُشير ذلك إلى أنّه من الضروري التصدي لهذا العبث الحوثي الكبير، عبر إلزام المليشيات بالسير في طريق السلام من أجل حماية المدنيين من براثن الحرب المستعرة، بعدما بلغت الأزمة الإنسانية حدًا لا يُطاق.
كما أنّه أصبح لزامًا على المجتمع الدولي أن يضع الأمور في نصابها الصحيح ويسمي الأمور بمسمياتها، وهذا يتعلق تحديدًا بضرورة تحميل الحوثيين مسوؤلية تردي الأوضاع إلى الحد الراهن.
الوجه الآخر من المشهد يتعلق بتعاطي التحالف العربي مع الوضع الراهن، فبعدما أفسح المجال كثيرًا أمام الحل السياسي، إلا أنّه أصبح لزامًا التحلي بالحزم في مواجهة الإرهاب الحوثي المتصاعد، كونه يهدّد أمنه المنطقة العربية برمتها.