الخيانة شيء نسبي!


غالبًا ما تعني الخيانة بالمعنى الواسع انتهاكًا للإخلاص وإلحاق الضرر بالدولة والشعب ، و الخيانة عالميًا فعل منبوذ وجريمة في قوانين الكثير من الدول تعاقب بالإعدام .


إن الخيانة هي فعل واعٍ للإنسان وجريمة متعمدة يتم فيها وضع خطة وتطوير الأفكار و استخدام المنطق ، لان سعر الخيانة مرتفع للغاية والخونة لهم اشكال كثيرة ويختبئون حتى في السلوكيات النرجسية و يتصرفون كممثلين بارعين ومنافقين وما اكثر هذه الاشكال في اليمن ، الذين احيانا تجدهم يجاهرون حتى بالخيانة وكأنها شرف ، فهناك مشايخ يستلمون رواتب وامتيازات بشكل مفتوح مقابل اجندات خارجية اضرت بالبلاد ، وهناك من يبيع موقفه السياسي والاعلامي كل شهر بشكل واضح ، ومنهم من يغير لهجته السياسية و الدبلوماسية المخالفة لمصلحة بلدة لتتوافق مع مصالح تركيا وايران وقطر في اليمن وهذا ليس ببلاش ، هؤلاء جعلوا الوطن ارخص سلعة والمواطن بلاقيمة ، و بسبب خيانتهم تمزقت وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي وجعلوا دولة 22 مايو تعمل كعامل خارجي والخيانه شيء عادي .

من يريد ان يدرك شكل الخيانة في البلاد عليه ان يتابع اتجاهات قتال القوات الجنوبية الباسلة ، التي تسعى لاستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن ، هذه القوات تقاتل من اجل الامن الجنوبي والاقليمي والعربي ، تقاتل اذرعه تركيا وقطر وايران في اليمن ( الحوثي والاصلاح ) المدعومين بحملة اعلامية منسقة وضخمة من قبل كتاب وساسة واعلاميين ودبلوماسيين مرتزقة عيني عينك . 

( من التجربة الشخصية )

ذات مره في عاصمة دولة اوروبية كنت مدعو الى حفل عيد ميلاد صديق عزيز جدا من لبنان ، وفجاءة دخل شاب لبناني الى غرفة الحفل وصمت اغلب الحاضرين وخفت الاصوات الضاحكة والنقاشات فسالت صاحب الحفل ما سر هذا الصمت المفاجئ بعد ان كانت الموسيقى واجواء المرح يملئان الغرفة ، فأجابنا وبصوت خافت هذا الشاب بايعنا و جاسوس علينا ، جندته استخبارات هذه البلد الاوروبي وفي بعض زيارته لنا يصطحب اشخاص من ابناء هذا البلد على اساس اصدقاء له ويعرفهم بنا ونحن لدينا احساس بأن اغلبهم من الاستخبارات ( مكافحة التجسس و الارهاب ) ، ولكننا مضطرين لاستقبال زميلنا حتى ننهي دراستنا ، بالطبع لا احد يثق فيه ولا احد يتخذه صديق مقرب واليوم اتى الينا بدون دعوة ، فابتسمت ونهضت من مكاني مغادرا الحفل واعتذرت له قائلا انا لا احب جلسات التوتر .

عندما يجندك أعداء بلدك لا يخبرونك أبدًا أنهم يريدونك أن تخون الوطن وهنا المصيبة والذكاء والفخ، والخائن عادتا لا يخون من أجل السعادة والسلم على الأرض ، ولكن من أجل فوائد شخصية محددة للغاية ، ومن يجنده لا يثقون به ولا يحترموه ، لانهم يدركون أن هان عليه وطنه، تهون عليه أوطان الآخرين.