فساد المليشيات والتردي الصحي.. رصاصتان حوثيتان تخترقان الصدور

الجمعة 26 يونيو 2020 17:38:23
فساد المليشيات والتردي الصحي.. رصاصتان حوثيتان تخترقان الصدور

على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، عملت المليشيات الحوثية الموالية لإيران على غرس بذور بيئة صحية شديدة التردي، عمل فساد المليشيات على تفاقمها بشكل كبير للغاية.

وفيما مثّل مرض الملاريا من أكثر الأوبئة التي تفشّت بشكل كبير على إثر الحرب الحوثية العبثية، وقد أصاب بالفعل أكثر من ربع مليون شخص خلال الأشهر الستة الماضية، وفق صحيفة الشرق الأوسط، فقد لعب الفساد الحوثي دورًا كبيرًا في تفاقم هذه المأساة من خلال انهيار الخدمات الطبية والتعامل المشوّه مع مخصصات مكافحة الأوبئة.

والأمراض الوبائية المدارية وعلى رأسها الملاريا لا تزال تشكل تهديدا حقيقيا لحياة السكان مع استمرار موسم الأمطار المصحوب بانتشار البعوض الناقل للمرض في المناطق الخاضعة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، علمًا بأنّ المدن التي اجتاحها مرض الملاريا، وفق الصحيفة، هي إب وعمران وذمار وصنعاء ومناطق متفرقة من الحديدة والسواحل المجاورة لها في حجة.

وتلقّت المليشيات الحوثية منذ مطلع العام الحالي بلاغات عبر المكاتب والمرافق الصحية في 7 محافظات خاضعة لسيطرتها تؤكد تسجيل أكثر من 260 ألف حالة إصابة جديدة بالملاريا، منها 20 ألف حالة وفاة معظمها من الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل.

وفي صنعاء على وجه التحديد، توقّعت مصادر طبية أن تكون الأرقام الفعلية لحالات الإصابة بالملاريا أكثر من الحالات المبلغ عنها والتي اعتمدت على بعض تقارير الترصد الإلكتروني للإنذار المبكر للأمراض.

وتحدّثت المصادر عن أنّ نحو 78% من السكان معرضون لخطر الإصابة بالملاريا، إذ يقدر عدد حالات المصابين سنويًّا بما بين 1.5 و1.8 مليون حالة، فيما تبلغ حالات الوفاة الناجمة عن الملاريا سنويا ما بين 15 و18 ألف حالة.

وعلى مدار السنوات الماضية، يشهد اليمن أزمة صحية ربما تكون الأبشع على مستوى العالم، وقد غرست المليشيات الموالية لإيران بذور هذه الحالة من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي كبّدت المدنيين أثمانًا فادحة.

ولم تسلم المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من استهداف غادر مارسته عناصر المليشيات ما أسفر عن خروج عدد كبير منها عن الخدمة، بالإضافة إلى أعمال نهب واسعة طالت المعدات الطبية من أجل الاستفادة من بيعها في السوق السوداء.

هذه الحالة المأساوية تفاقمت إلى حد بعيد من خلال فساد ممنهج مارسته المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.

ويمكن القول إنّ جرائم الفساد التي ارتكبتها المليشيات الحوثية مثّلت أحد أهم الأسباب التي مكّنت عناصر هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة من جانب، مع تكبيد المدنيين أعباءً إنسانية فادحة في الوقت نفسه.

ولأنّ لغة الأرقام تحمل دقة أكثر ودلالة أعمق، فإنّ الجرائم الحوثية صنعت مأسي عديدة على الصعيدين الصحي والإنساني، على نحوٍ تخطّى كل الحدود.

ووثّقت التقارير الأممية المآسي التي يعيشها الأطفال، حيث يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين، وتعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد.

وبحسب تقرير سابق لبرنامج الأغذية العالمي، فإنّ نصف الأطفال يعانون من التقزم، بسبب سوء التغذية الذي يؤثر على نمو الطفل وتطور مخه بشكل لا يمكن علاجه بما سينعكس بصورة سلبية على قدرة اليمن على الإنتاج في المستقبل.