الشرعية تناور بورقة جنرال الإرهاب هربًا من اتفاق الرياض
رأي المشهد العربي
لا يمكن التعامل بنوايا حسنة مع تصريحات القيادي في حزب الإصلاح ومسؤول وفد الشرعية في لجنة التفاوض لتنفيذ اتفاق الرياض المدعو محمد ناجي علاو والتي طالب فيها بتصعيد جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر ليحل محل الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، لأن هذا الطلب في هذا التوقيت يبرهن على أن الشرعية ليس لديها رغبة في مجرد ذكر اتفاق الرياض من الأساس وتناور بتصعيد جنرال الإرهاب مقابل التراجع عن تنفيذه.
تكشف تصريحات المدعو علاو أن الشرعية لن تعظل مسارها لمجرد إدخال تعديلات على شكل الحكومة الحالية، فأنها تسعى إلى تصعيد قيادي إرهابي ليكون على رأس الشرعية لضمان هيمنة كاملة لتنظيم الإخوان ومن خلفه قطر وتركيا عليها، وقطع الطريق على محاولات تصويب سلاحها باتجاه المليشيات الحوثية الإرهابية التي أضحت تتحالف معها بشكل علني إلى حد انضمام عناصر إخوانية إلى المليشيات الحوثية.
تحاول الشرعية الهروب إلى الأمام وإفشال أي محاولات للتحالف العربي من أجل تصحيح مسارها بما يبرهن على أن هناك مخططات إقليمية يجري تنفيذها على أرض الواقع في تلك الأثناء تستهدف الجنوب وتسعى لإقامة قواعد عسكرية للشرعية في محافظات الجنوب بديلًا للتي فقدتها وسلمتها للمليشيات الحوثية في الشمال، وأن قرار الشرعية أضحى بشكل كامل مختطفًا بيد قطر وتركيا وإيران.
تبرهن تصريحات المسؤول الإخواني على أن الشرعية تجاوزت التحالف العربي وأنها سوف تمضي في ارتكاب مزيد من العمليات الإرهابية في الجنوب خلال الأيام المقبلة والتي قد تشهد مزيدًا من التدخل التركي والقطري المباشر ومن المتوقع أن يكون هناك بعثات تركية قطرية تتوافد إلى اليمن من أجل دعم مليشيات الشرعية التي أضحى هدفها الأساسي هو عداء الجنوب ومحاولة احتلال الأراضي الجنوبية، وعدم إفساح المجال أمام أي حل سياسي للأزمة اليمنية.
تعمل الشرعية على استفزاز التحالف العربي بمختلف السبل، وهو ما أكدته تصريحات المدعو علاو التي طالب فيها بقتل ضباط التحالف العربي في الشوارع، ويبرهن ذلك على نوايا لإفراغ جهود المملكة العربية السعودية من محتواها وإجهاضها، وتصدير التنظيمات الإرهابية للواجهة في اليمن، بما يؤدي لاستحالة الحل السياسي على أرض الواقع.
قد تنجح الشرعية في إفشال جهود التحالف العربي نحو تنفيذ اتفاق الرياض لكنها بالطبع سوف تضع نفسها في مواجهة مع المجتمع الدولي الذي يرفض التمدد الإيراني التركي في العديد من البلدان العربية، بل أنها ستضع نفسها في عداء مع الدول العربية ذاتها والتي لن تصمت على تدخل تركي جديد في دولة عربية أخرى بعد أن حدث ذلك في سوريا والعراق وليبيا.