خطة بديلة لشرعية زائفة.. لماذا يحاول الإصلاح تأسيس مجلس عسكري؟ (تحليل)

السبت 27 يونيو 2020 16:17:00
خطة بديلة لشرعية زائفة.. لماذا يحاول "الإصلاح" تأسيس مجلس عسكري؟ (تحليل)

خطوةٌ جديدةٌ من العبث مارسته حكومة الشرعية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تمثّلت في مقترح روجته أبواق إخوانية، هو تأسيس مجلس عسكري.

حكومة الشرعية ضاق عليها الخناق كثيرًا في الفترة القليلة الماضية، وافتضح أمرها كثيرًا أمام مختلف الأطراف لا سيّما أمام التحالف العربي.

فعلى صعيد مواجهة الحوثيين، ارتكبت الشرعية كثيرًا من حلقات التآمر المفضوح، حيث عمدت على التقارب مع المليشيات، بل وسلّمتها مواقع استراتيجية وجمّدت جبهات أخرى، على النحو الذي أضرّ بالتحالف العربي كثيرًا وكبّدت تأخّر حسم الحرب عسكريًّا.

المشهد العبثي لم ينتهِ عند هذا الحد، فحكومة الشرعية وطّدت علاقاتها مع الحوثيين وصولًا إلى حد تهريب الأسلحة وصفقات تبادل الأسرى، بل وأيضًا حلقات الغزل المتبادل فيما بينهم.

"عبث الشرعية" اكتمل بتوجيهها بوصلة العداء صوب الجنوب وشعبه، في محاولة لاحتلال أراضيه بدلًا من أن تشغل بالًا بالعمل على تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوالية لإيران.

كما أحبطت الشرعية جهود التحالف نحو تحقيق الاستقرار وضبط بوصلة الحرب، وتجلّى ذلك بوضوح في سلسلة الخروقات التي ارتكبتها ضد بنود اتفاق الرياض الذي مرّت أكثر من سبعة أشهر على توقيعه، لكنّ الخروقات الإخوانية أفشلت مساره على الأقل حتى الآن.

أمام كل هذا الفشل الذي رافق حكومة الشرعية طوال الفترة الماضية وعلى مختلف الميادين، لجأ حزب الإصلاح إلى حيلة جديدة في محاولة لإنقاذ النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وهو نفوذ - بالمناسبة - يستأصله اتفاق الرياض بشكل كامل.

وطوال الساعات الماضية، روّجت أبواق إعلامية تابعة لحزب الإصلاح لمخطط بديل، في محاولة لإنقاذ نفوذ حزب الإصلاح، يقوم على تأسيس مجلس عسكري، يتولى تسيير زمام الأمور.

الخطوة الإخوانية التي فشلت حتى قبل أن تبدأ، هدفت إلى إنقاذ نفوذ حزب الإصلاح بعد افتضح أمره وتعددت خسائره سياسيًّا وعسكريًّا، بالإضافة إلى العمل على ابتزاز التحالف العربي.

إقدام المليشيات الإخوانية على محاولة إتمام هذه الخطوة المشبوهة تأتي فيه وقتٍ أفسحت فيه حكومة الشرعية أمام قيادات بارزة بها لتشن هجمات عدائية ضد التحالف العربي، وصلت إلى حد وصفه بـ"تحالف الشر"، واعتباره جهوده بمثابة "احتلال"، وذلك على الرغم من الدعم الذي قدّمه التحالف العربي لهذه الحكومة طوال السنوات الماضية.

جزءٌ آخر من المشهد يتعلق بموقف الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي يبدو أنّه لا يزال غارقًا في سبات طويل، وترك حبل الشرعية لتديره قيادات إخوانية إرهابية، لا يشغلها إلا تحقيق المصالح وكسب النفوذ.

ويعلق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، على هذه الخطوة قائلًا إنّ مجلس الإخوان العسكري والذي تسعى المليشيات الإخوانية لتأسيسه لابتزاز التحالف وشرعية هادي فشل قبل أن يبدأ.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "مجلس عسكري لإنقاذ الشرعية مسمى إخونجي جديد لممارسة ابتزاز التحالف وشرعية هادي ، ومن عجز بحشوده ومليشياته وما يسمى بالجيش الوطني أن يحرر قرية، فلا تعويل عليه ولم يعد سوى خيال مآتة لا يخيف أحد".