البيئة الصحية المتردية.. كيف ساهم الحوثيون في تفشي كورونا؟

الأحد 28 يونيو 2020 02:12:00
 البيئة الصحية المتردية.. كيف ساهم الحوثيون في تفشي كورونا؟

في ظل بيئة صحية شديدة التردي، غرست بذروها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، جاءت جائحة كورونا لتتفاقم المأساة لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتوالت التحذيرات بشأن خروج الأمور عن السيطرة في مناطق سيطرة الحوثي، وفي هذا الإطار حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم السبت، من خطورة النقص الحاد في المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية باليمن.

وقالت إنّ البنية التحتية في اليمن، والنظام الصحي المنهار لا يمكنهما المساعدة في مواجهة وباء "كورونا".

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن عدد الإصابات المعلن رسميًا في اليمن بكورونا لا يتعدى ألف حالة، ولكن العدد الحقيقي يبدو أكبر من ذلك بكثير، ولم يكشف عنه بسبب قلة عدد اختبارات الفحص المتاحة.

وأكدت أنّ نصف المؤسسات الصحية في اليمن أصبحت خارج نطاق الخدمة، ومناطق عدة لا يوجد بها أي طبيب.

وكثيرًا ما صدرت تحذيرات دولية حول تفاقم المأساة في اليمن، مع تفشي جائحة كورونا، على نحوٍ أظهر خروج الأمور عن السيطرة بفعل العبث الذي تمارسه المليشيات الحوثية.

وقبل أيام، نبّه مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، من أن وفيات كورونا في اليمن تعادل 25% من المصابين، مشيرا إلى أن الإحصاءات تؤكد أن الوفيات تعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي.

وتحدّث المسؤول الأممي عن ارتفاع أسعار الدفن في بعض المناطق سبع مرات مقارنة ببضعة أشهر، وأنّ فيروس كورونا يضاعف البؤس في اليمن، معتبرًا أن حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية ، والتمويل، وتعزيز الاقتصاد وتحقيق تقدم نحو السلام، قضايا ذات أولوية.

ولفت لوكوك إلى أنه في شهر مايو الماضي قتل أو جرح خمسة مدنيين يوميا بالمتوسط، واحد من كل ثلاثة منهم كان طفلا.

ويمكن القول إنّ الأمور خرجت بالفعل عن السيطرة مع تفشي جائحة كورونا، بفعل السياسات الخبيثة التي تمارسها المليشيات في تعاملها مع انتشار هذا الوباء.

الخبث الحوثي تجلّى في خطوات اتخذتها المليشيات على الأرض، تساهم في تفشي الجائحة، تمثلت في إعادة فتح الجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأصدرت وزارة التعليم العالي في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" قرارًا باستئناف الدراسة الجامعية، بترتيبات داخلية في المؤسسات التعليمية، على أن تستكمل دراسة المواد النظرية، كما أعلنت جامعة صنعاء استكمال الفصل الدراسي الثاني ابتداء من تاريخ الرابع من يوليو المقبل.

وقبل ذلك، أصدرت المليشيات أيضًا، تعليمات برفع القيود التي كانت أقرتها سابقا للحد من تفشي فيروس كورونا، وذلك بعودة العمل في جميع المرافق مع استثناء الموظفين فوق 60 عامًا أو من يعانون من أمراض مزمنة.

وتسعى المليشيات من وراء ذلك إلى الحصول على جبايات مالية من النشاط التجاري، التي تقلصت نتيجة للإجراءات الاحترازية من كورونا بالأسواق.

ومنذ اليوم الأول لوصول كورونا، تتبع المليشيات الحوثية سياسةً خبيثةً تقوم على تجاهل اتساع رقعة انتشار الجائحة وتصاعد الإصابات والوفيات، كما تتبع أسلوبًا تمييزيًّا في التعامل مع الوباء لمصلحة عناصرها وقادتها على حساب السكان.