تعدد أجندات الشرعية يبدد آمال تنفيذ اتفاق الرياض
بالرغم من مرور سبعة أشهر تقريبا على توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية برعاية التحالف العربي غير أنه لم يحرك مكانه منذ وقت التوقيع عليه، وبالرغم من محاولات المملكة العربية السعودية الحثيثة لتنفيذ بنود الاتفاق لكن في النهاية لم تجر زحزحة الوضع القائم نتيجة لتعدد أجندات الشرعية التي مازالت تتردد في الإقدام على تنفيذ ما جاء فيه من عدمه.
ويرى مراقبون أن بقاء الشرعية بوضعها الحالي حيث تهيمن عليها مليشيات الإخوان في ظل وجود تيار لديه صوت خافت يذهب بالمضي قدما لتنفيذ الاتفاق لن يؤدي إلى أي تقدم، وأن جميع وعود الشرعية التي أعلنت خلالها الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق ينقصها الإرادة السياسية التي تترجم أقوالها التي تصدرها ليل نهار في وسائل الإعلام المختلفة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن حديث الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، أمس السبت، يبرهن على أن هناك خلافات عميقة بين تيارات الشرعية المختلفة، وأن تيار الإخوان يختطف سلطة اتخاذ القرار داخلها، وبالتالي فإنه لا مدى منظور لتنفيذ اتفاق الرياض على أرض الواقع، وأن ما يحدث حاليا ما هو إلا مناورات جديدة لن تفضي إلى شيء.
وتستخدم الشرعية هذه الخلافات من أجل التملص من تنفيذ بنود الاتفاق وإضاعة الوقت في مفاوضات تسير في دوائر مفرغة من دون أن يكون هناك خطوات فاعلة على أرض الواقع، وأنها تحاول أن تحقق فرض أمر واقع جديد على الأرض بما يمكنها من الحصول على مكاسب أكبر مما هي عليه في اتفاق الرياض الذي وقعت عليه مرغمة بعد أن تعرضت لهزيمة مذلة على يد القوات المسلحة الجنوبية في شهر أغسطس الماضي.
أرجع المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم، اليوم الأحد، سبب تأخر تنفيذ اتفاق الرياض إلى وجود صراع واضح بين الأطراف التي تتنازع على حكومة الشرعية، وشدد هيثم في تصريحات صحفية، على أن هذا الصراع الذي يشارك فيه الإصلاح الإخواني، أدى إلى تأخير تنفيذ اتفاق الرياض لأكثر من 7 أشهر.
وأكد أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ترحب بأي مبادرة جادة؛ لوقف إطلاق النار، وتنفيذ اتفاق الرياض بشكل فوري، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي ملتزم بالاتفاق؛ كونه يؤمن بأن هذا الأمر هو المخرج الآمن في هذه المرحلة.
ووصفت صحيفة "العرب" اللندنية كلمة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي - التي ألقاها أمس السبت - بأنها حملت رسائل متناقضة في وقت يعمل فيه تيار قطر داخل حكومة الشرعية على إفشال محاولات التهدئة، وعرقلة الاحتكام لاتفاق الرياض.
وأبرزت الصحيفة أن الكلمة جاءت عقب تحرك دبلوماسي وسياسي غير مسبوق شهدته العاصمة السعودية الرياض، في ظل معطيات على رغبة التحالف العربي في إغلاق ملف الصراع بين المناوئين لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها - في تقرير نشرته اليوم الأحد - أن التحالف العربي عبّر عن استيائه من الدور الذي مازالت تلعبه بعض القيادات داخل حكومة الشرعية من المحسوبين على تيار قطر لعرقلة تنفيذ "اتفاق الرياض" الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر الماضي، ودفع هذا التيار باتجاه استمرار المواجهات العسكرية في محافظة أبين.
ولفتت إلى تأكيد المصادر أن كلمة "هادي" محاولة لاحتواء التداعيات الناتجة عن تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، وفشل حكومة الشرعية في إدارة الملفات السياسية والعسكرية، وتغوّل التيار المساند لقطر داخل الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس اليمني المؤقت جدد تمسكه بالعلاقة الإستراتيجية مع التحالف العربي بقيادة السعودية رغم تحاشيه ذكر التحالف صراحة، مشيرة إلى أن تيارًا مؤثرًا داخل الشرعية يطالب بإنهاء تلك العلاقة لصالح تحالفات جديدة مع قطر وتركيا.