قطر نحو دويلة داخل قاعدة عسكرية

الجمعة 2 فبراير 2018 19:37:05
قطر نحو دويلة داخل قاعدة عسكرية
وكالات

افاد موقع «ديفنس ون» الأميركي بأن قطر تسعى إلى أن تصبح ساحة للبوارج الحربية الأميركية في المنطقة وتوسيع قاعدة جوية في ضواحي الدوحة لتحتضن عدداً أكبر من الأميركيين، ما يجعلها وفق تعليق أحد المراقبين دويلة داخل قاعدة عسكرية أميركية.

وذكر الموقع المعني بالشؤون العسكرية أن الدوحة ترغب في تعزيز العلاقات مع واشنطن في ظل استمرار المقاطعة الدبلوماسية والحصار المفروضين عليها من قبل السعودية والإمارات والبحرين. وصرح وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية للموقع بأن بلاده تعتزم بناء حوالي 200 منزل إضافي للأسر العسكرية الأميركية وتوسيع القدرة الاستيعابية للمجمعات السكنية الحالية وبناء مرفق للترفيه في قاعدة العديد الجوية التي تستضيف القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية ومركز عملياتها، والتي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط وأفغانستان.

موانئ جديدة

وقال الوزير «ندرس احتياجات ضيوفنا وكيف نجعلهم مرتاحين»، مشيراً إلى أن خطط بلاده في هذا الصدد «استقبلت بشكل جيد». وحسب العطية، فإن قطر تعمل على بناء موانئ بحرية جديدة من شأنها استيعاب السفن الحربية الأميركية، إما لاستضافتها بشكل مؤقت أو دائم.

تجدر الإشارة إلى أن البحرية الأميركية تتخذ من البحرين مقراً لها في الشرق الأوسط وتستخدم موانئ في الإمارات أيضاً. وتستضيف قاعدة العديد في الوقت الراهن أكثر من تسعة آلاف أميركي وعنصر في قوات حليفة أخرى، وحوالي 100 طائرة عسكرية، حسب ما أفاد به متحدث عسكري أميركي لـ «ديفنس ون».

ونقلت الولايات المتحدة مركز عملياتها الجوية من المملكة العربية السعودية إلى قاعدة العديد القطرية في عام 2003، وشهدت الإمارة الصغيرة توسيعات منذ ذلك الحين.

وتأتي تصريحات العطية بعد استضافة واشنطن هذا الأسبوع أول جولة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية وقطر، وظهر منه نوازع قطر للاستقواء بالخارج على محيطها العربي.

ورغم الإغراءات القطرية والعروض السخية والرشاوى التي تحاول قطر تقديمها إلى الولايات المتحدة مقابل التمتع بمظلة حماية، تضمن لنظامها البقاء رغم ممارساته وتمويله للإرهاب، شنّ عدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي هجوماً حاداً على النظام القطري خلال الساعات الأخيرة، مشيرين إلى أن الإغراءات القطرية التي تقدمها الدوحة لواشنطن لا تعني غضّ الطرف عن تصرفاتها وسلوكها في المنطقة، وذلك رغم العروض السخية التي تقدمها حكومة «تنظيم الحمدين» للإدارة الأميركية ومسؤوليها.

وطوال شهور من الممارسات القطرية المتجاوزة لمحددات الأمن القومي العربي، والداعمة لجماعات إرهابية نشطة في المنطقة، كانت الدوحة تتمتع بمظلة حماية من الولايات المتحدة، شجّعتها على التمادي في تجاوزاتها، ولكن يبدو أن هذه المظلة أصبحت مهددة بقوة، رغم رشاوى قطر لمسؤولين أميركيين وشبكات المصالح و«اللوبي» الذي أنفقت ملايين الدولارات لتشكيله في واشنطن.

حملة تجميل

وبحسب مصادر في المعارضة القطرية، أجرت حكومة «تنظيم الحمدين» التي تحكم الدوحة عملية تجميل وحملة علاقات عامة داخل الولايات المتحدة الأميركية؛ من أجل تحسين صورتها والتخفيف من حدة الانتقادات التي تواجهها؛ بسبب دعمها لمجموعات متطرفة وتنظيمات إرهابية.

وفي إطار هذه المساعي، قالت تقارير نقلتها صحيفة «اليوم السابع» المصرية، إن المسؤولين القطريين الذين يزورون واشنطن حالياً، سارعوا بإغراء الأميركيين عبر الإعلان عن توسيع قاعدة «العيديد»، وتحويلها إلى مدينة متكاملة يعيش فيها الجنود الأميركيون مع أُسَرهم، على أن تدفع حكومة الدوحة كل التكاليف المعنية، لكن مشرعين أميركيين اعتبروا أن وقف الدعم القطري للإرهاب هو الأساس. ويرى عدد كبير من أعضاء الكونغرس، بحسب مصادر إعلامية وسياسية، أن تلويح قطر بإسهاماتها في قاعدة «العيديد» لا يعني غضّ الطرف عن تصرفاتها.

100 مليار

فضحت، مؤخراً، مراسلة قناة «الجزيرة» لنسختها الإنجليزية «باتي كولهين» الصفقة المشبوهة التي تجرى خلف كواليس زيارة عدد من المسؤولين القطريين إلى واشنطن، وإقامة الحوار الاستراتيجي الأميركي القطري، والتي قالت في تقريرها المباشر من واشنطن، «إن القطريين وعدوا باستثمار 100 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي»، وأكدت أن النظام القطري وعد الأميركيين برفع الرقم في حال ما أسمته «رفع الحصار عن قطر»، أي إنهاء الأزمة الخليجية بين قطر وجيرانها.

 

بن سحيم

اعتبر سلطان سحيم آل ثاني‏ الناطق باسم المعارضة القطرية أن حكام قطر باعوا حركة حماس لأنها خرجت عن أوامرهم فيما يتعلّق بالمصالحة الفلسطينية.

وغرّد بن سحيم في صفحته الشخصية على موقع «تويتر» قائلاً: إن «السياسة التي يتبعها النظام القطري هي أن تفعل ما نأمرك به أو تصبح عدونا». وأضاف في تغريدته: «لم يرضهم أن تتبنى مصر المصالحة الفلسطينية وتوافق عليها حماس وجميع الفصائل والأطراف. يريدون دائماً أن يلعبوا دوراً أكبر من حجمهم».

وفي تغريدة ثانية كتب بن سحيم «الكثير مِن شرفاء قطر في الداخل تم التضيق عليهم ولم يستطيعوا ان يبينوا موقفهم مما يحدث وهم لايقلون مروءة وشجاعة عمن صدعوا بالحق من الخارج ونسأل الله ان يجمع شملنا على العز والحق». دبي - البيان