اعتداءات الحوثيين على وسائل الإعلام.. مليشياتٌ تُسكِت صوت الحقيقة
تعبيرًا عن وجههم المليشياوي، يمارس الحوثيون كثيرًا من الاستهداف لوسائل الإعلام، عملًا على تضييق الخناق عليها بغية إجبارها على السير وفق طريقٍ تحدّده المليشيات، يتضمّن العمل على إخفاء جرائمها.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على اقتحام مقار وسائل إعلام وتعطيل عملها وتسريح عاملين بها واعتقالهم، عقابًا لها على فضح الجرائم التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.
وفي أحدث الجرائم الحوثية في هذا الصدد، أغلقت مليشيا الحوثي، إذاعة محلية في صنعاء وفرعين لها في محافظتي ذمار وإب وسرحت عشرات العمال.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أنّ وزير الإعلام في حكومة مليشيا الحوثي "غير المعترف بها" ضيف الله الشامي، وجّه بإغلاق الإذاعة دون سابق إنذار.
وبرر الحوثيون إغلاق الإذاعة بسبب بثها أغاني وإفساد الشباب في حين أن هناك إذاعات فنية ثبث الأغاني على مدار الساعة، تخضع لإشراف من قيادات حوثية بعد مصادرتها وفق المصدر الذي أكّد أنّ الأمر "مجرد ابتزاز".
وأوضح المصدر أنّ إذاعة يمن ميوزك التي تبث على الموجة القصيرة إف أم اضطرت إلى تسريح عشرات العمال في مركزها الرئيسي في صنعاء وفرعيها في ذمار وإب، لعدم قدرتها على دفع الرواتب.
هذه الاعتداء الحوثي ليس الأول من نوعه الذي يستهدف وسائل الإعلام، فكثيرًا ما أقدمت المليشيات على استهدافها والتضييق عليها، من أجل صناعة بيئة خانقة، لا يُسمَح فيها بالحديث بغير ما ترضى عنه المليشيات.
ويملك الحوثيون سجلًا حافلًا بالاعتداءات على وسائل الإعلام، ضمن سياسة عدوانية تنتهجها المليشيات، عملًا على عدم إفساح المجال أمام أي صوت معارض، على النحو الذي قد يُشكِّل خطرًا على الحوثيين.
وتنوعت الجرائم والانتهاكات الحوثية ضد العاملين بوسائل الإعلام بين الاعتداء والقتل والتهديد والاختطاف والنهب والفصل عن العمل، حسبما وثّقت العديد من التقارير الحقوقية.
ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، برزت آلة إعلامية تدعمهم، إلا أنّ هذه الاستراتيجية الإعلامية والدعائية للحوثيين حملت بصمات واضحة من "حزب الله" الذي احتضن الماكينة الإعلامية للحوثيين من قنوات "المسيرة" و"الساحات" التابعة لتيار يساري يمني مناصر للمليشيات، وغيرها من القنوات والمواقع الإخبارية.
ولا يكتفي حزب الله بتقديم الدعم اللوجستي من خبرات ومقاتلين ومدرّبين للمليشيات الحوثية، بل حوّل معقله الحزبي في ضاحية بيروت الجنوبية إلى "حصن إعلامي" ومنصة لإدارة الماكينة الإعلامية للحوثيين لدعم محورهم في اليمن ومهاجمة التحالف العربي.
وتعتمد وسائل الإعلام الحوثية على الصبغة الدينية، ولا تكفّ عن الحديث عن "المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية"، وما تُسميه "التواطؤ العربي".