مراوغات الشرعية لا تثني الجنوب عن الاستمرار في بناء دولته
تسعى الشرعية إلى إرباك المجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء المحافظات الجنوبية بوجه عام من خلال استمرار مراوغاتها بشأن المفاوضات الجارية حاليا في الرياض في أعقاب التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار لم تلتزم به أيضًا، وهو أمر فطنه الجنوب جيدًا بعد أن عملت الإدارة الذاتية على استكمال مهام بناء دولة الجنوب الحديثة التي تمثل هدفًا رئيسيًا لكل مواطن جنوبي.
تحاول الشرعية إطالة أمد فترة "اللا شيء" أملا في تحقيق انتصارات عسكرية في الجنوب تساهم في تغيير المعادلة الحالية التي تقبع فيها القوات المسلحة الجنوبية منتصرة بفعل النجاحات التي حققتها على جبهة أبين على مدار الشهرين الماضيين، وفي الوقت ذاته فإن الشرعية تسعى إلى إحكام سيطرتها على المؤسسات الحكومية في الجنوب بما لا يمكن الانتقالي من تنفيذ الإدارة الذاتية التي أعلن عنها منذ شهرين أيضا.
ترتكن الشرعية في مراوغاتها إلى الدعم الذي تتلقاه من قطر وتركيا والذي نتج عنه تدشين معسكرات الإرهاب في شبوة وتعز، وتحاول في الوقت ذاته إفشال جهود التحالف العربي التي تستهدف بالأساس تصويب سلاحها، لإدراكها بأن تغيير تركيبة الحكومة الحالية لن ينقذها من استمرار تحالفها الخفي مع المليشيات الحوثية والتكالب المشترك بينهما على ثروات الجنوب.
ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي لديه خطط منظمة لتنفيذ الإدارة الذاتية بما لا يترك مجالا لاستمرار إهمال الشرعية بعد أن عملت على عقاب المواطنين الأبرياء كجزء من خطتها السياسية والعسكرية الطامحة في الهيمنة على الجنوب، وبالتالي فإن الاجتماعات المكثفة التي عقدها رئيس الإدارة الذاتية تستهدف بالأساس قطع الطريق على أي محاولة للشرعية لفرض سيطرتها على أبناء الجنوب، وإسقاط سلاح الخدمات الذي طالما رفعته الشرعية في وجه الجنوب.
وتأكيدًا على المضي قدمًا في تنفيذ تلك السياسية شدد اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، على أن الجنوب يسير إلى قيام دولة قوية ومؤسسات خالية من الفساد، مضيفًا أن "من يريد إصلاح نفسه وإصلاح الدولة سنشد على يده، فنحن نريد مستقبلا ودولة حديثة لجنوبنا".
شدد على المضي في تطبيق الرقابة على المؤسسات في إطار الإدارة الذاتية بأسلوب علمي وعلى أسس إصلاح منظومة الدولة ومؤسساتها.
وأضاف، في كلمته خلال تدشين عمل لجان الرقابة التي شكلتها الإدارة الذاتية للجنوب، اليوم الأحد في العاصمة عدن، تحت شعار " الإدارة الذاتية للجنوب لمكافحة الفساد وتحسين الأداء"، أننا:"نمر بمرحلة عصيبة نواجه فيها كل صنوف التآمر على شعب الجنوب".
ونبه إلى أن قرار إعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب لم يكن مزاجيًا، إنما جاء في ظروف كادت الدولة أن تنهار، موضحًا أن الإدارة الذاتية أفشلت حلقات الفوضى والإرهاب والنهب والفساد الذي يجتاح الجنوب والعاصمة عدن من قوى إرهابية ودول داعمة لها.
وكشف عن مساومات من الفاسدين لإلغاء الإدارة الذاتية مقابل تنفيذ اتفاق الرياض، مؤكدًا أنهم يعلمون مدى تأثير الإدارة الذاتية على مصالحهم الشخصية، ويريدونها دولة فساد، وتعهد بإنهاء الفساد، متوعدًا الفاسدين ما لم يصلحوا أعمالهم، وبالقبض على البلاطجة ومحاسبتهم.
وقال إنه لم يعد هناك مجال للبلطجة في إطار الإدارة الذاتية، أو مجال للفساد، وإهدار أموال الشعب أو تخريب مصالح الناس.