انهيار الخدمات.. حرب الشرعية الطاحنة ضد أبناء الجنوب
فشلت الشرعية في تحقيق هدفها من حشد عناصرها في أبين فلجأت إلى شن حرب أخرى ضد أبناء الجنوب تمثلت في إهمال الخدمات العامة التي تشهد أوضاعا متردية لم تمر بها المحافظات الجنوبية منذ فترة طويلة، وهو ما ضاعف من حجم الاحتجاجات الشعبية الرافضة لتلك الممارسات بعد أن وجد المواطنون أنفسهم غير قادرين على العيش الكريم.
يخوض أبناء الجنوب حربا طاحنة ضد مليشيات الشرعية ليس فقط على الجبهات ولكن في أثناء حياتهم اليومية بعد أن تعرضوا لأبشع أنواع الجرائم التي تتمثل في عدم قدرتهم على أن يعيشوا حياة طبيعية وارتكبت الشرعية أبشع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان بعد أن تركت وزاراتها بلا عمل ودفعت عناصرها إلى إهمال أشغالهم أملا في أن يخضع أبناء الجنوب لها.
تدرك الشرعية أن جرائمها بحق المواطنين من خلال تدمير الخدمات العامة لن تلقى أثرا في المجتمع الدولي الذي ينتفض كلاميا فقط حينما يكون هناك استهداف مباشر للأرواح ولكنها تقوم باغتيال المواطنين بشكل بطيء من دون أن يدري أحد، وتقوم بذلك الأمر بشكل ممنهج على الأرض وأن من يشعر بذلك فقط هم المواطنون من أبناء المحافظات الجنوبية.
تحاول الشرعية التغطية على جرائمها من خلال اتهام أبناء المحافظات الجنوبية بعدم تمكينها من القيام بعملها وهو افتراء لا يوجد ما يؤكد صحته، لأن وزراءها فروا هاربين من المحافظات الجنوبية من دون أن يتعرض إليهم أحد، وأصدروا أوامرهم بشكل علني إلى الموظفين بتعطيل الأعمال في محاولة لفرض هيمنة إخوانية على المحافظات الجنوبية.
ونتيجة لتمادي الشرعية في جرائمها، تفجرت احتجاجات شعبية واسعة، مساء أمس السبت، في مديرية المكلا بساحل حضرموت، تنديدا بانهيار الخدمات، حيث تعاني مديريات ساحل حضرموت، من تدهور قطاعات الكهرباء والنظافة والصحة، وقطع المحتجون الطرق، واشتعلت حرائق في عدة شوارع بالمدينة، وسط حالة غضب عارمة.
وفي العاصمة عدن، طالب متظاهرون، خلال فعالية احتجاجية، أمام مقر التحالف العربي بصرف رواتب منتسبي القوات المسلحة الجنوبية وجرحى وشهداء الحرب، ونددوا بتجاهل حكومة الشرعية صرف الرواتب ومعاشات أسر الشهداء، في ظل تردي الظروف المعيشية.
كما تشهد مدينة عتق أزمة مياه حادة، وسط استغراب الأهالي من ظهور تلك الأزمة في الوقت الحالي، واشتكى المواطنون من انقطاع المياه عن منازلهم، الذي يتواصل منذ قرابة شهر، دون وجود أسباب واضحة لذلك.
وإلى جانب المياه، تشهد محافظة شبوة - الغنية بثرواتها - أزمة حادة في الكهرباء بشكل متواصل، على نحوٍ صنع حياة مليئة بالمآسي على المواطنين، وتتعرض المحافظة لانقطاعات متتالية للتيار بشكل منتظم كل ثلاثة أيام مقابل عودته لثلاث ساعات بصورة متكررة.
وكذلك تشهد محافظة شبوة التي تسيطر عليها مليشيات الإخوان تفشي الحميات الفيروسية في مديرية الروضة وسط استقبال المستشفيات عشرات الحالات المرضية، خلال الأسبوعين الماضيين، وقال مصدر طبي إن الحالات المرضية - التي تنوعت بين حمى الضنك والمكرفس والملاريا والحصبة - طالت مختلف الفئات العمرية سواء الأطفال وكبار سن والشباب.
وطالب المصدر ذاته، المنظمات الدولية بتقديم الدعم اللازم والعلاجات والأدوية الضرورية للتعامل مع مرضى الحميات الفيروسية، وأتهم السلطة الإخوانية في محافظة شبوة بتجاهل تفشي الأوبئة بين المواطنين المصابين بالحميات في مدينة الروضة والمحافظة بشكل عام.