رسائل تصعيدية غير مباشرة للجنوب وراء هجمات الإخوان في تعز
أقدمت مليشيات الإخوان في محافظة تعز على التصعيد ضد قوات اللواء 35 مدرع خلال اليومين الماضيين، في خطوة تستهدف بالأساس التأكيد على أن معسكرات الإرهاب التي دشنها المدعو المخلافي بتمويل قطري تركي قد تهدد المحافظات الجنوبية خلال الفترة المقبلة، بعد أن تعرضت المليشيات الإخوانية والعناصر الإرهابية المتحالفة معها إلى هزائم عسكرية مؤخرًا في جبهة أبين.
ويرى مراقبون أن قطر وتركيا سوف تدفعان مليشيات الإخوان إلى تكرار الاعتداءات على قوات اللواء 35 الذي قدم العديد من البطولات في مواجهة الإرهاب الإخواني في المحافظة، ومحاولة فرض قوة عسكرية جديدة في المحافظة ممولة بشكل مباشر من قطر وتركيا وتطويع تلك القوة من أجل استهداف الجنوب مستقبلا، وأن محاولات إضاعة الوقت في الرياض لا تنفصل عن سعي تيار قطر وتركيا داخل الشرعية لتجهيز المليشيات الإرهابية بشكل جيد قبل إرسالها إلى المحافظات الجنوبية.
ويؤكد توقيت تصعيد مليشيات الإخوان على أنها لا تترك أي فرصة للتهدئة وأنها تسعى لإفشال وقف إطلاق النار في الجنوب من خلال إثارة الأوضاع الأمنية في محافظة تعز، من أجل بعث رسالة مفادها أنها لن تجد سوى الحل العسكري سبيلا أمامها من أجل فرض هيمنتها على المحافظات الجنوبية، وأن الحلول السياسية بمثابة وقت ضائع تستهلكه من أجل تهيئة قواتها والزج بها في جبهات القتال حال اقتضت الضرورة ذلك.
بدأت محاولات تصعيد مليشيات الإخوان في تعز بانتزاع كاميرات المراقبة من محال تجارية في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين في محافظة تعز، وذلك مساء يوم الجمعة، وعملت في ذلك اليوم على نشر عصاباتها على متن أطقم الشرطة العسكرية الخاضعة لها ولكن بزي مدني في المدينة وطوقتها، واستحدث نقطة تفتيش بجوار البنك اليمني للإنشاء والتعمير، بالتزامن مع اقتحام مبنى المكتبة المركزية التابع لجامعة التربة وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وبعدها بساعات هاجمت مليشيات الإخوان قوات اللواء 35 مدرع في المحافظة ولقي جندي مصرعه وأصيب 8 آخرون وذلك في محيط جبل صبران بالقرب من مدينة التربة.
وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن مجاميع مُسلحة للحشد الشعبي يقودها المدعو أسامة القردعي، المُقرب من القيادي الإخواني حمود سعيد المخلافي، شنت هجومًا على قوات اللواء 35 مدرع في جبل صبران، في محاولة منها للسيطرة على الجبل الاستراتيجي بالتربة.
ونوهت إلى أن هذا الهجوم أسفر عن مقتل جندي يدعى رعد، وإصابة 8 آخرين، قبل أن تتصدى قوات اللواء للهجوم، وتتمكن من دحر مجاميع الحشد الشعبي الإخواني وإعادتها إلى مواقعها أسفل جبل صبران.
ولعل ما يبرهن على أن مليشيات الإخوان استهدفت بالأساس استعراض قوتها فحسب، أنها قامت بسحب قوات الشرطة العسكرية الخاضعة لسيطرتها، اليوم الأحد، من مدينة التربة، وذلك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية لـ"المشهد العربي" في وقت سابق.
واجتمع محافظ تعز نبيل شمسان ، مساء أمس السبت، مع قيادات أمنية وعسكرية وقيادات اللواء 35 مدرع، واتفق المجتمعون على تولي قوات الأمن الخاصة تأمين مديريات الحجرية مسرح عمليات اللواء 35 مدرع.
يذكر أن المدعو محمد الخولاني قائد الشرطة العسكرية الخاضعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، رفض أربع برقيات وجهها المحافظ نبيل شمسان رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، بسحب قوات الشرطة العسكرية، خلال الأسبوع الماضي.