26 عامًا على احتلال الجنوب.. وطنٌ مزّقته النكبة

الثلاثاء 7 يوليو 2020 21:26:00
 26 عامًا على احتلال الجنوب.. وطنٌ مزّقته النكبة

26 عامًا مرّت على ذلك اليوم الذي غربت فيه شمس الحرية عن الجنوب ولم تشرق منذ ذلك اليوم حتى الآن، 26 عامًا تمر على يومٍ حالكٍ ذاق فيه الجنوب احتلالًا غاشمًا ينهب ثرواته ويصادر مقدراته، ويحاول محو هوية شعبه.

في السابع من يوليو عام 1994، بدأ الاحتلال اليمني للجنوب، ففي ذلك الحين أقدم الغزاة الشماليون على ارتكاب أبشع الجرائم ضد الجنوبيين، وتدمير المنشآت التعليمية والصناعية والمؤسسات العسكرية، كما تعمّد الاحتلال اليمني أيضًا طرد نصف مليون كادر جنوبي من وظائفهم بهدف إحلالهم بشماليين.

مرّت هذه السنوات صعبة قاتمة على الجنوبيين، حتى جاء الشعاع المضيء الذي اخترق كافة الأنفاق المظلمة.. الحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي حقّق نجاحات ملهمة سياسيًّا وعسكريًّا طوال الفترة القليلة الماضية، وضعت الجنوب على الطريق الصحيح.

إنجازات القيادة الجنوبية وهي تنعش الآمال يومًا بعد يوم نحو تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، تأتي اليوم وقد حوّلت ذكرى النكبة إلى قوة دفع الكبير نحو تحقيق حلمه الكبير.

وفي هذا اليوم، تفاعل الكثير من النشطاء الجنوبيين والمهتمين بالقضية العادلة مع هاشتاج "يوم احتلال الجنوب"، تذكروا من خلاله وقائع الأيام الأولى لاحتلال القوات اليمنية للجنوب العربي.

النشطاء أشاروا إلى الجرائم التي شهدتها البلاد منذ الاحتلال مؤكدين أن الجنوب ينهض لاستعادة دولته من جديد، وشددوا على ضرورة إحياء الذكرى لتظل الجريمة دافعًا لاستعادة دولة الجنوب العربي.

الناشط السياسي علي الأسلمي قال إنّ الاحتلال دمر المعالم والهوية والصحة والأمن، كما أنه نشر الفوضى الأخلاقية في المجتمع.

وغرّد عبر حسابه على "تويتر": "في مثل هذا اليوم من العام 1994م شنت على الجنوب حرب التكفير والنهب والسلب منذ ذلك العام والجنوب يعيش أسوأ احتلال عرفته البشرية احتلال دمر المعالم والهوية والصحة والتعليم والأمن".

وأضاف: "احتلال نشر الفوضى الأخلاقية والثأرات القبلية. احتلال أفقد المجتمع أمانته وصدقه".

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، قال إنّ يوم 7 يوليو لن يُمحى من ذاكرة الجنوبيين، مؤكدًا أنّ أبناء الجنوب يواجهون في الجبهات ذات العصابات الدموية وتحت ستار "الشرعية".

وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "7/ 7 اليوم الأسود، ذكرى اجتياح عصابات الدين والقبيلة والعسكر للجنوب الذي حولوه إلى غنيمة بأكبر عملية فيد في التاريخ".

وأضاف: "يوم لن يُمحى من ذاكرة الجنوبيين الذين يواجهون اليوم في جبهات الشرف ذات العصابات الدموية وتحت نفس الستار، (الشرعية)، وما أشبه الليلة بالبارحة".

وعلق الإعلامي المغربي والمراسل السابق لتلفزيون الشرق الأوسط MBC في الجنوب أثناء حرب صيف 1994 توفيق غازوليت، على ذكرى احتلال الجنوب، مؤكدًا أن شعب الجنوب لا يزال يتحمل الصعاب والمؤامرات والاغتيالات وهو صامد إلى التحرير والحرية.

وقال في منشور عبر "فيسبوك": "في مثل هذا اليوم بالتحديد سقطت عدن بين أيدي القوات الشمالية التي كان يقودها علي عبد الله صالح، وانتهت حرب صيف 1994، ومعها انتهت تلك الوحدة، ليصبح الجنوب مدمرًا، مستعمرًا، وأهله من المواطنين من الدرجة الثانية".

وأضاف: "ولا يزال أهل جنوب اليمن في المحافظات الستة وخصوصًا في عدن الصامدة يدفعون ثمن تلك الوحدة التي تحولت إلى انتكاسة ومعاناة.. رحم الله شهداء الجنوب الأبطال الذين حاربوا واستبسلوا في ظل انهيار القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية".

وتابع: "تحية حب و اعتزاز إلى الشعب الجنوبي الذي لا يزال يتحمل الصعاب والمؤامرات والاغتيالات وهو صامد إلى التحرير والحرية".

وتفاعل الإعلامي صلاح بن لغبر مع هاشتاج "يوم احتلال الجنوب" قائلًا: "عندما كنا نقول إنهم يخزنون السلاح ويحشدون الجيوش في مأرب ومناطق أخرى لقتال الجنوبيين وإعادة احتلال أرضهم، ولم ولن يقاتلوا الحوثيين، كان البعض يستبعد ويعتبرها مبالغة، وها هي تلك الجيوش وذلك السلاح اليوم في غزو جديد للجنوب، لكن هيهات".

وأكّد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد محمد بامعلم، أنّ يوم احتلال العاصمة عدن لن يتكرر في تاريخ الجنوب حاضرا ومستقبلا.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "في الذكرى 26 لليوم الأسود 7 / 7 / 1994م يوم اجتاحت جحافل الاحتلال اليمني عاصمتنا عدن، فإننا نعاهد شهداء وجرحى الجنوب من حرب 94م إلى وقتنا هذا بأن هذا اليوم لن يتكرر في تاريخ الجنوب حاضرا ومستقبلا".

وأكّد الشاعر عبد الله الجعيدي، أنّ "7 يوليو" كان بداية الانطلاقة الحقيقية للتحرير والقشة التي قصمت ظهر الوحدة.

وغرّد قائلًا: "يوم ٧/٧ هو يوم أسود في تاريخنا هذا صحيح، إلا أنه كان بداية الانطلاقة الحقيقية للتحرير والقشة التي قصمت ظهر وحدة النصب والاحتيال والضم والإلحاق، وها نحن اليوم نقطف ثمار الثورة التي أشعلها في قلوب الجميع ذلك اليوم الأسود الذي لا يمكن لنا أن ننساه".

وأكّد العميد خالد النسي، أنّ الاحتلال الشمالي لن يرحل إلا بالقوة مع دور سياسي.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "اليوم هي الذكرى السادسة والعشرون للاحتلال الشمالي الذي دمر كل شيء في الجنوب دمر الإنسان والأرض والسماء والبحر والشجر والحجر، ومازال مستمرا وسيستمر، وأقسم بالله العظيم لن يرحل إلا بالقوة مع دور سياسي وهذا ما يقوم به المجلس الانتقالي، الكرة في ملعب الجنوبيين لاستمرار هذا العبث أو وقفه".