محاولة اغتيال جباري.. مسرحية ركيكة أعدّها إخوان الشرعية (تحليل)
"مسرحية ركيكة" تلك التي نفّذها حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، بعدما ردّدت أبواق الحزب المخترق لحكومة الشرعية أنّ المدعو عبدالعزيز جباري تعرّض لمحاولة اغتيال.
المعلومات التي تناقلتها أبواق "الإصلاح" طوال الساعات الماضية، زعمت أنّ جباري تعرّض لمحاولة اغتيال، بعد انفجار قنبلة صوت قرب الفندق الذي يقيم فيه بمحافظة مأرب.
شهود عيان أبلغوا "المشهد العربي" أنّ جنديًّا على طقم عسكري هو من ألقى القنبلة في الشارع على بعد نحو 15 مترًا من بوابة الفندق، وأن الانفجار لم يخلف أي أضرار بشرية.
وبحسب الشهود، فقد غادر الطقم العسكري الذي ألقى القنبلة المنطقة مسرعًا، فيما لم يكن جباري موجودا في الفندق لحظة الانفجار وكان في ضيافة أحد قيادات حزب الإصلاح في مأرب.
الرواية الإخوانية أثارت ما يمكن اعتبارها سخرية سياسية من نوعٍ لا مثيل له، وهذا بالنظر إلى جملة الشواهد التي تُشكِّك فيما ذهب إليه حزب الإصلاح من وراء هذا الترويج المشبوه.
أولى هذه الشواهد هو أنّ ترويج الإصلاح أنّ جباري مستهدف يفرض سؤالًا على الفور يتعلق بالجهة أو الطرف الذي يمكن أن يتستهدف الرجل، وهو أمرٌ مثير للكوميديا السياسية، فهذا الشخص الإخواني لا يحمل ثقلًا سياسيًّا يدعو إلى وضعه في دائرة الاستهداف من أي جهة.
كما أنّ استخدام "قنبلة صوت" يعني أنّ الأمر مشكوك فيه من الألف إلى الياء، وهذا راجع في الأساس إلى أنّه إذا خطّطت جهة لاغتيال شخص ما فإنّها تعد العدة وتحشد أسلحتها من أجل تحقيق هدفها، لكنّ استخدام هذه المادة البدائية في الهجوم الذي وقع في الأساس خارج الفندق الذي يقيم في جباري أمرٌ يثير الكثير من الشكوك.
وذهب الكثير من المحللين إلى أنّه من غير المستبعد على الإطلاق أنّ يكون حزب الإصلاح يقف وراء هذه العملية، لا سيّما أنّ الوجه الإرهابي لهذا الفصيل يمكِّنه من اللعب على كثيرٍ من الأوتار.
مبعث آخر للشك وهو أنّ الواقعة حدثت في محافظة مأرب الخاضعة لسلطة إخوانية بشكل كامل، ويفرض حزب الإصلاح عبر مليشياته المسلحة قبضته على المحافظة، بل انطلق منها نحو استهداف شبوة وأبين، ما يعني أنّ مأرب تحت قبضة إخوانية.
هذه الشكوك المثارة يجب أن تكون متبوعة بسلسلة من التساؤلات حول الأسباب التي تدفع "الإصلاح" لأن يُحرِّك أبواقه من أجل ترويج هذه المسرحية "المفضوحة".
ولن يضيع أحدٌ كثيرًا من الوقت في رحلة البحث عن هذه الأسباب، فمن الواضح أنّ هناك محاولة لتلميع جباري وإكسابه مزيدًا من الأسهم من أجل أن يكون له مكانٌ في العملية السياسية في المرحلة المقبلة، لا سيّما أنّ زخمًا كبيرًا وجهودًا ضخمة تمارسها المملكة العربية السعودية في هذه الآونة لإنقاذ اتفاق الرياض، وبالتالي تشكيل حكومة جديدة.
ويبدو أنّ جباري استهواه النفوذ الذي يملكه من هم على شاكلته مثل المدعوين أحمد الميسري وصالح الجبواني وغيرهما من أذناب الإخوان الموالين لقطر والمموَّلين منها، وبالتالي فقد بحث عن طريقة ليجد لنفسه حضورًا في المستقبل القريب.
هذا التحرك يرتبط بشكل كبير بخوف "إخوان الشرعية" على نفوذهم في المرحلة المقبلة، لا سيّما إذا تمكّنت المملكة العربية السعودية من وضع اتفاق الرياض على الطريق الصحيح، وهو تحد غير سهل على المملكة، بالنظر إلى التفشي الإخواني الكبير في معسكر الشرعية.
وتملك قطر تيارًا مواليًّا لها في حكومة الشرعية، من بينهم عبدالعزيز جباري الذي ينفذ سياسات تخدم الأجندة القطرية في المقام الأول انطلاقًا من محافظة مأرب، إلى جانب الدور الذي يلعبه أحمد الميسري من محافظة المهرة وصالح الجبواني من شبوة وحمود سعيد المخلافي من محافظة تعز.
ويمارس هذا النشاط المشبوة، تيارًا يحظى بغطاء سياسي من بعض القيادات النافذة في الشرعية والمنتمية إلى جماعة الإخوان والتي تعلن دعمها للتحالف وتسعى في الوقت ذاته لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية والجيش والأمن.