أوامر إيرانية.. كيف أفشل الحوثيون جهود جريفيث لإحلال السلام؟

الخميس 9 يوليو 2020 12:13:36
 أوامر إيرانية.. كيف أفشل الحوثيون جهود جريفيث لإحلال السلام؟

تعبيرًا عن خبث نوايا هذا الفصيل الإرهابي، فإنّ المليشيات الحوثية أفشلت كثيرًا من المساعي والتحركات التي أجراها المبعوث الأممي مارتن جريفيث عملًا على منح الحرب استراحةً، طال انتظارها.

الإرهاب الحوثي دائمًا ما يكون ممزوجًا بتعليمات إيرانية، تعمل من خلالها هذه الدولة الراعية لإرهاب المليشيات، على إطالة أمد الحرب، وبالتالي إفشال أي جهود أممية نحو إحلال السلام وتحقيق الاستقرار.

تتفق مع ذلك صحيفة "العرب" اللندنية، التي أرجعت سبب رفض مليشيا الحوثي المبادرة الأممية الجديدة، إلى ارتباطها المباشر بالأجندة الإيرانية.

الصحيفة قالت إنّ مليشيا الحوثي رفضت فرصة ذهبية تُمهد لاستئناف مسار السلام عبر محادثات جادة، بضمانات أممية وإقليمية ودولية تفضي إلى حل شامل للأزمة.

وأضافت أنَّ المبعوث الأممي شعر بصدمة كبيرة بعد رفض وفد الحوثيين لقاءه والاستماع إلى أفكاره الجديدة، بشأن الحل السلمي في اليمن.

وتعاملت الأطراف الأقليمية بالمنطقة، بحسب الصحيفة، بمرونة مع أفكار جريفيث، من منطلق تفهمها لصعوبة الوضع في اليمن وتعاظم الأخطار المحدقة به.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ إيران أرغمت الحوثيين على عدم الاستجابة لجهود التهدئة، على الرغم من حاجتهم الأكيدة لها؛ بسبب حالة الإجهاد التي وصلوا إليها عسكريًا.

وعلى مدار السنوات الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على إفشال جهود الأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى حل سياسي، يوقف الحرب التي تخطّت عامها السادس، وصنعت أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

ووضعت المليشيات الحوثية العراقيل أمام مبادرة جريفيث، حين أعلنت أن الحل الوحيد يكمن فيما سمته "وثيقة الحل الشامل" التي تريد من خلالها انتزاع اعتراف دولي وأممي يرسخ وجودها على الأرض.

ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية ستكون حجر العثرة الحقيقي أمام أي جهد يرمي إلى خفض التصعيد، أو استئناف المشاورات، أو حل قضايا الملفين الإنساني والاقتصادي.

وفيما قدّم جريفيث العديد من المبادرات بغية تحقيق السلام، إلا أنّ المليشيات أفشلت كل هذه المساعي ووجّهت سهام بنادقها صوب هذا المسار، بغية إطالة الحرب، على اعتبار أنّ هذا الأمر يمثّل مصلحة قصوى لها.

وسبق أن تحدّثت مصادر مطلعة عن أنّ جريفيث وصل إلى طريق مسدود في جهوده لإيقاف القتال بسبب رفض مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الخطة التي اقترحها منذ شهرين وقبلها التحالف العربي.

وأوضحت المصادر في وقتٍ سابق، أنّ جريفيث تجنّب إبلاغ مجلس الأمن الدولي بذلك، ويسعى لإدخال تعديلات على تلك الخطة وإعادة النقاش مع المليشيات حتى لا تغلق كافة الأبواب أمام جهود السلام.

ونصّت مقترحات جريفيث على وقف القتال، وتشكيل لجان عسكرية بمشاركة ضباط من الأمم المتحدة للفصل بين القوات، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، وصرف رواتب الموظفين، والتزام واضح بالذهاب إلى محادثات سلام شاملة.

ووضعت المليشيات الحوثية شروطًا لا يمكن القبول بها أو مناقشتها، منها حصولها على تعويضات ورواتب الموظفين لمدة عشر سنوات، بما يعني الإقرار بتحكمها بمصير اليمن على غرار ما هو حاصل مع مليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، وهي اشتراطات غير منطقية.

إقدام الحوثيين على إفشال أي مساعٍ نحو تحقيق السلام والاستقرار أمرٌ لا يثير أي استغراب، فالمليشيات الموالية لإيران دأبت طوال السنوات الماضية على تفخيخ مسارات حل الأزمة بالأطر السياسية ومنح الحرب استراحة دائمة، لطالما انتظرها الجميع.