تصفية مسؤول ألغام الحوثي.. المليشيات تأكل نفسها
بعدما شارك بدور رئيس في الإرهاب الذي مارسته المليشيات، فإنّ قياديًّا حوثي اصطادته نيران هذا الفصيل الإرهابي على إثر الخلافات التي تندلع كثيرًا فيما بينهم.
وفي التفاصيل، أعدمت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، القيادي الحوثي محمد سليمان حمران، مشرف زراعة الألغام والعبوات الناسفة في الساحل الغربي.
مصادر مطلعة أرجعت الواقعة إلى خلافات دبت بين الطرفين، مشيرة إلى تصفية القيادي الحوثي في كمين مسلح أدى إلى مقتله.
وتحدّثت المصادر عن أنّ تصفية مشرف زراعة الألغام، تهدف إلى طمس معالم وخرائط الألغام التي زرعها في الساحل الغربي خشية الإفصاح عن خرائط حقول الألغام.
حمران نال المصير الذي يستحقه لكنّه جاء هذه المرة على أيدي المليشيات، تعبيرًا عن تفاقم كبير للخلافات التي ترتقي إلى صراعات الأجنحة التي تندلع بين صفوف وعناصر هذا الفصيل الإرهابي.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
تقارير مصادر حقوقية سبق أن كشفت أنّ المليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين.
هذا الإرهاب والإجرام الذي شارك فيه حمران بشكل رئيسي، أسال الكثير من الدماء وأزهق العديد من الأرواح من الأبرياء، الذي فقدوا حياتهم عقابًا على جريمة لم يرتكبوها، وهي الحياة في زمن الحوثي.
مقتل عمران أيضًا ينضم إلى حلقة جديدة في سياق صراعات الأجنحة التي تندلع في صفوف المليشيات الحوثية، حيث كثيرًا ما وقعت اشتباكات بين هذه العناصر، وهي تقع في أغلب الأحيان بسبب التصارع على الأموال والنفوذ.
وقبل أيام، شهدت محافظة إب اشتباكات بين عناصر مليشيا الحوثي ومتحوثين في مديرية العُدين، حيث اندلعت الاشتباكات بين عناصر حوثية تتبع القيادي في المليشيات الإرهابية شاكر الشبيبي، ومسلحين متحوثين من أهالي منطقة حليان.
وعادت الاشتباكات إلى خلاف في تشييع جنازة قتيل حوثي في حليان، شهد إطلاق أعيرة نارية من أتباع الشبيبي، وقد اعترض المتحوثون من أبناء المنطقة على المشهد.
برهنت هذه الواقعة على حجم تفشي الإرهاب في عقول الحوثيين، وكيف أصبح لغة النار هي التي يعرفها عناصر المليشيات دون لغة أخرى، وهو نتاج لسنوات من الحرب العبثية التي أشعلها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
واقعة الاقتتال هذه ليست الأولى من نوعها، فكثيرًا ما تمّ الكشف عن وقائع اقتتال بين عناصر الحوثي، على نحوٍ يمكِّن القول إنّه يفكِّك المليشيات من الداخل.
هذا الواقع الذي من المؤكّد أنّه يغضب قيادات الحوثي، فإنّه يبرهن على فشل هذه القيادات في احتواء هذه الأزمات، ما يعني أنّ استمرار الوضع بشكله الراهن القائم على عديد من التصارع والتناحر يبشِّر بتهاوي المليشيات.