فئران الشرعية أمام الحوثي
رأي المشهد العربي
كثيرةٌ هي حلقات التآمر التي تمارسها حكومة الشرعية ضد التحالف العربي، ولعل موقف الحكومة المخترقة إخوانيًّا من الحوثيين وعلاقاتها المشبوهة مع المليشيات هي أكثر هذه الحلقات وضوحًا.
إخوان الشرعية الذين يستأسدون على الجنوب في هذه الآونة، كانوا أشبه بـ"الفئران" أمام المليشيات الحوثية، وتجلّى ذلك في هروبهم من أراضيهم قبل ست سنوات وترك مناطقهم أمام قوات حوثية محدودة، كان بالإمكان دحرها إذا تحلّى حزب الإصلاح بشرف الدفاع عن أرضه.
مليشيا الإخوان لم تكتفِ بهذا الهروب الفاضح والمخزي، والذي جسّده جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر عندما فرّ هاربًا في زي حرم سفير، لكنّها تمادت في غيّها عبر مؤامراتها المفضوحة وعلاقاتها المشبوهة مع المليشيات الحوثية.
هذه العلاقات قامت بشكل رئيس على تسليم الإخوان للمواقع الاستراتيجية للحوثيين، فضلًا عن تجميد جبهات حيوية، وهو ما مثّل طعنة شديدة الغدر بالتحالف.
ظهور الإخوان بـ"مظهر الفئران" جسّد النوايا الخبيثة لحكومة الشرعية، وهي أنّ الحرب على الحوثيين لا تشغلها بأي حالٍ من الأحوال، لكنّ هدفها الخبيث والمشبوه يرمي إلى استهداف الجنوب وشعبه ونهب ثرواته ومقدراته.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل ذهبت حكومة الشرعية، وهي تسير وفقًا للنفوذ الإخواني، للارتماء في أحضان قطر وتركيا، وأصبحت هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا تعمل وفقًا لتعليمات تتلقّاها من هاتين الدولتين الراعيتين للإرهاب.
وتنفيذًا لتعليمات هذا المحور الشرير، فقد نظّم إخوان الشرعية ما يمكن اعتبارها حملات عدائية مفضوحة استهدفت التشكيك في التحالف وإلصاق اتهامات زائفة به، وقد وصل الأمر إلى حد اتهام التحالف بأنّه سبب في سيطرة الحوثيين على عدة مواقع، بل وصل إرهابهم إلى حد وصف تدخُّل التحالف بأنّه بمثابة "احتلال".
أمام هذا الواقع شديد العبث، فقد أصبح لزامًا العمل على استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وذلك لأنّ استمرار هيمنة حزب الإصلاح على الحكومة أمرٌ يُشكّل الكثير من المخاطر والأضرار.