الحوثي وخطر صافر.. تهديدٌ لن يردعه تحذير

السبت 11 يوليو 2020 20:18:00
الحوثي و"خطر صافر".. تهديدٌ لن يردعه تحذير

استعاد ملف خزان النفط "صافر" زخمًا كبيرًا في الأيام القليلة الماضية، في ظل كثرة التحذيرات من انفجار قد تشعل المليشيات فتيله في أي وقتٍ، على نحو يُنذِر بكثيرٍ من المخاطر والأهوال.

ففي هذا الإطار، أكَّدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أنجرا أندرسون، أنّها في تواصل دائم مع الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، لإيجاد حلول سريعة لأزمة خزان صافر.

وحذرت المسؤولة الأممية في تصريحات صحفية، من كارثة قد تحدث في حالة تسرب النفط أو انفجار الخزان.

في سياق متصل، حذّرت جمهورية سلوفينيا من كارثة بيئية في حال تسرب النفط من الناقلة "صافر" قبالة سواحل الحديدة، مشيرة إلى رفض مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وصول فريق أممي لمعاينة الخزان وإفراغه من النفط.

وعبّرت رئيسة دائرة إفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية السلوفينية، ناتاليا المناسور، عن استعداد بلادها لمساعدة اليمن في مجال نزع الألغام وإعادة تأهيل المتضررين منها.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن يوم الأربعاء المقبل، جلسةً يناقش فيها الخطر الكبير الذي يمثّله هذا الخزان النفطي.

ويقع خزان صافر في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب (170 كيلو مترًا شرق صنعاء).

والسفينة "صافر" عبارة عن خزان ضخم في ميناء رأس عيسى، كان يستقبل النفط الخام من حقول الإنتاج في محافظة مأرب، وبعد الحرب الحوثية توقف ضخ النفط، كما توقف تصدير الكمية المخزّنة، فضلا عن تعطل عملية الصيانة للخزان منذ العام 2015.

وهناك كارثة بيئية تُهدِّد المنطقة والعالم نتيجة تعنت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في مواجهة النداءات الدولية التي تحذر من انفجار ناقلة النفط المتهالكة صافر.

وأظهرت صورٌ مسربة تداولها ناشطون، الوضع الكارثي داخل خزان النفط العائم "صافر" الذي يحوي نحو مليون و278 ألف برميل نفط خام، وحجم تآكل الخزان نتيجة عدم صيانته منذ خمس سنوات، وسط مخاوف عالمية واسعة من تسرب أو انفجار وشيك ينذر بكارثة بيئية في البحر الأحمر، يمكن أن تعد الأكبر في العالم.

ويهدّد التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.

أمام كل هذه التهديدات، فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس سلطاته ويُشكِّل ضغطًا على المليشيات الحوثية، لتتوقّف عن هذا العبث الذي لا يُشكِّل خطرًا على الداخل اليمني، لكنّه يهدّد الإقليم برمته، والملاحة الدولية بأكلمها.

وسبق أن حذّرت الأمم المتحدة من أنّ مليشيا الحوثي رفضت السماح بوصول فريق من الفنيين إلى الناقلة المتهالكة، ووصف خبراء السفينة بأنها قنبلة موقوتة توشك على الانفجار بسبب خطر تراكم الغازات المتطايرة من مخزون النفط الذي تحويه، وكذلك بسبب عدم صيانتها، وتآكل هيكلها بسبب مياه البحر المالحة.