الإدارة الذاتية تقطع الطريق أمام محاولات توظيف حضرموت سياسيا

الأحد 12 يوليو 2020 20:26:00
الإدارة الذاتية تقطع الطريق أمام محاولات توظيف حضرموت سياسيا

فطن المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محاولات الشرعية الساعية لتوظيف حضرموت سياسيا من أجل هيمنتها على أكبر المحافظات الجنوبية وذلك بعد أن دعا إلى مليونية الإدارة الذاتية للتعبير عن رغبة أبناء المحافظة، إذ تسعى من خلال المفاوضات الجارية في الرياض لإدخال ورقة حضرموت بما يمكنها من الهيمنة على الحكومة الجديدة التي يجري التشاور بشأنها ومازالت تراوح مكانها من دون إحراز أي تقدم.

تسعى الشرعية إلى الهيمنة على ساحل ووادي حضرموت بما لهما من ثروات نفطية، وتحاول إزكاء الصراعات المناطقية من خلال اشتراطها وجود شخصية من حضرموت على رأس الحكومة المتعثرة، بما يمكنها من وضع موطئ قدم في الجنوب حال اضطرت لسحب قواتها من شبوة وأبين، تحديدا وأن حضرموت تعد هدفًا تركيًا قطريًا بالأساس؛ لأن الهيمنة على أكبر محافظات الجنوب تفسح المجال أمام التمدد في باقي المحافظات.

يرى مراقبون أن الشرعية تحاول إحداث فراغ إداري بالمحافظة بعد أن أوعزت إلى قياداتها بالاستقالة من مناصبهم بما يؤدي إلى تفاقم الأزمات التي تعانيها المحافظة، وهو أمر تنبه إليه المجلس الانتقالي الجنوبي سريعا والذي دفع باتجاه المطالبة بالإدارة الذاتية في المحافظة الجنوبية بما يمنع من إحداث أزمات اجتماعية واقتصادية جديدة في ظل معاناة ساحل حضرموت من زيادة الإصابات والوفيات جراء انتشار فيروس كورونا.

تكمن رغبة الانتقالي في عدم إفساح المجال أمام الشرعية للمراوغة مجددا بعد أن انقلبت على اتفاق الرياض عبر تمسكها بمطالبات تصب في صالح قطر وتركيا وليس لها علاقة بتصويب سلاحها ليكون في وجه المليشيات الحوثية، وبالتالي فإن الانتقالي يثبت يوما تلو الآخر طرفا مهما في تأمين المصالح العربية التي تتضرر جراء التدخلات التركية القطرية.

حددت اللجنة التحضيرية المشكلة لدراسة الفعالية الجماهيرية الكبرى التي تحمل شعار "مليونية الانتقالي يمثلنا والإدارة الذاتية مطلبنا"، يوم السبت القادم موعدًا لإقامة الفعالية، وعقدت اللجنة اليوم الأحد، اجتماعًا موسعًا، بمقر القيادة المحلية للمجلس في مدينة المكلا، برئاسة الدكتور محمد أبوبكر رئيس القيادة المحلية للمجلس بالمحافظة.

واتفق المشاركون في الاجتماع - الدكتور حسن العمودي نائب رئيس القيادة المحلية بالمحافظة لشؤون تنسيقية الجامعات، وعوض بن جميل، وحسن علي باسمير، عضوا الجمعية الوطنية - على إقامة الفعالية بساحة الحرية في حي الشهيد خالد بمدينة المكلا.

ودعا رئيس القيادة المحلية، أبناء حضرموت كافة، إلى المشاركة بكثافة في الفعالية، وعدم السماح للكيانات الهلامية والباحثين عن المناصب والمصالح الشخصية، بتزييف إرادتهم، والحديث باسمهم.

ونوه إلى أن تلك الأصوات المتباكية على حضرموت والمدعية تمثيلها، باتت اليوم أدوات مكشوفة لقوى الاحتلال اليمني، تستخدمها لتعطيل الجهود السياسية الجنوبية، وشدد الاجتماع على أهمية التحضير الجيد للفعالية، التي ستدعو إلى تمسك أبناء حضرموت باستعادة الدولة الجنوبية، ودعم ومساندة المفاوض الجنوبي في اتفاق الرياض.

فيما قال رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، الدكتور محمد جعفر، إن المؤامرات على قضية الجنوب الوطنية تختلف أشكالها باختلاف مراحلها، لافتا إلى أن ما وصفه بالقوى المشردة تحاول العبث في ساحة الجنوب.

ودعا أبناء حضرموت والجنوب إلى المشاركة في التظاهرة المليونية للتعبير عن موقف موحد، وتأكيد الاصطفاف مع القيادة السياسية، وإعلان إرادة الجنوب للاستقلال، وشدد على ضرورة إبراز رفض الجنوبيين العبث بالأوضاع المعيشية والخدمية، والتمسك بالإدارة الذاتية.

وحذر من عمليات تزييف الحقائق مع تسارع الخطى نحو تحقيق أهداف النضال الجنوبي، مؤكدا أن التضليل وتشويه الحقائق آخر ما تبقى لأدوات القوى التقليدية في صنعاء.

فيما أشار الشاعر عبدالله الجعيدي، إلى أن حضرموت أكبر بكثير من حكومة الشرعية، مؤكدًا أن تلك الحكومة لم تقدم شيئًا لحضرموت، وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "نحن كحضارم نبحث عمن يبحث عن حضرموت وحقوقها الكاملة وغير المنقوصة لا عن الذين يبحثون لها عن وظائف أو حقائب وزارية في شرعية مهترئة لم ولن تقدم لحضرموت وأبنائها غير الذل والهوان والخذلان والفساد والإرهاب".