ترتيب أوضاع البيت الجنوبي تدعم جهود الانتقالي سياسيا وعسكريا
تضع الشرعية عراقيل عديدة في وجه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لإنجاح الإدارة الذاتية للجنوب، وهو ما يضع على عاتقه جملة من الصعوبات التي تكون بحاجة إلى تدخلات عاجلة لحسمها وعدم السماح للشرعية بإفشال جهود المجلس الساعية لترتيب أوضاع الجنوب داخليا من أجل التفرغ لمجابهة تحالف الحوثي والشرعية.
يدفع الانتقالي باتجاه التعامل سريعا مع الخدمات الأساسية والتي يأتي في مقدمتها الكهرباء والمياه والصحة والنظافة والتعليم، وجميعها تشهد محاولات حثيثة من قبل الشرعية لتخريبها من أجل تفويت الفرصة على إنجاح تجربة الإدارة الذاتية، ما يتطلب جهودا إدارية ضخمة تتطلب متابعة مباشرة من المجلس الذي يكثف جهوده لمتابعة أعمال وحدات الانتقالي المحلية بالمديريات المختلفة.
يسعى المجلس الانتقالي لعدم ترك هذه الخدمات فريسة بيد مليشيات الشرعية التي تعمل على تخريبها لعقاب أبناء الجنوب، ويدرك الجنوب أن النجاح في التعامل إداريا مع هذه الملفات يصب مباشرة لصالح جهود الانتقالي السياسية في الرياض لأنه يثبت يوما تلو الآخر أنه قادر على إصلاح ما أفسدته الشرعية، وأن وجودها في الجنوب ما هو إلا احتلال علني بهدف السيطرة على المقدرات الجنوبية.
يذهب البعض للتأكيد على أن إعادة ترتيب البيت الجنوبي من الداخل ينعكس إيجابا على الجهود العسكرية في مواجهة تحالف الحوثي والشرعية، ويعطي أبعادا أخرى على مستوى انتماء أبناء الجنوب لدولتهم المنشودة.
ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف، بحثت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، الصعوبات التي واجهت تطبيق الإدارة الذاتية خلال الفترة الماضية، وركز الاجتماع الذي ترأسه اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، على مناقشة خمسة قضايا رئيسية هي الكهرباء، والمياه، والصحة، والنظافة، والتعليم.
واستعرض الاجتماع الذي جرى بحضور نواب رؤساء اللجان، ما تحقق في إطار الإدارة الذاتية ومستجدات الأوضاع، وشدد رئيس الجمعية الوطنية، على أن الجنوب يعاني من تركة ثقيلة، أدت إلى تدهور ملحوظ ومتعمد في الخدمات العامة والمستوى المعيشي للمواطنين، والأوضاع الأمنية.
وأكد أن الإدارة الذاتية بدأت في اتخاذ الخطوات نحو استقرار الوضع في الكهرباء من موارد الإدارة الذاتية، مبينًا أنه سيتم التحسن فيها خلال الفترة القادمة، وذلك من خلال تزويد العاصمة عدن بالطاقة المشتراة، وكذلك معالجة أوضاع المياه.
ولفت إلى أن الإدارة الذاتية ركزت على القطاع الصحي، من خلال تكثيف الجهود لمكافحة وباء كورونا المستجد وبقية الحميات، حتى انخفض مستوى الوفيات في اليوم إلى الحد الطبيعي، وكذلك المساهمة في تشغيل بعض المستشفيات والمراكز الطبية والمستوصفات.
وحول ملف النظافة، أوضح اللواء بن بريك أن هناك عددا من الحملات التي تم تنفيذها لتنظيف شوارع العاصمة عدن، التي غرقت خلال الفترة الماضية بسبب مياه الأمطار والسيول، إلى جانب إزالة الاستحداثات في الأسواق والشوارع، ومنها الشارع الرئيسي في مدينة الشيخ عثمان وشوارع أخرى في مديرية المنصورة.
وبشأن مرتبات العسكريين، أشار رئيس الجمعية الوطنية إلى أن الإدارة الذاتية ستحاول إيجاد معالجات، وذلك بالتعاون مع الشركاء لحل ومعالجة هذه الإشكالية في القريب العاجل.
ووقف الاجتماع أمام أوضاع التعليم في الجنوب بشكل عام والعاصمة عدن بشكل خاص، حيث ينتظر أن تتطرق إليه الإدارة الذاتية خلال الأيام القادمة.
وتواصل الهيئة الإدارية، اجتماعها غدًا الإثنين؛ للوقوف أمام المقترحات التي سيتم تقديمها بشأن معالجة قضية توقف العملية التعليمية، خلال الفترة الماضية.