الحوثي ونقص المياه.. حربٌ وقودها الوجع
في الوقت الذي تصاعدت فيه أزمة نقص المياه من جرّاء الحرب المسعورة التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، فإنّ جهودًا كبيرة تبذلها المملكة العربية السعودية من أجل مواجهة هذا الواقع الذي يفتقد للآدمية.
وضمن أحدث جهودها الإغاثية، قدَّمت الفرق الميدانية التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة، خلال الأسبوع الماضي، 583 ألف لتر مياه إلى مديريات ميدي وعبس وحيران وحرض ووعلان في محافظة حجة.
وضخّ المركز، في الفترة من 2 يوليو إلى 8 يوليو الجاري، 350 ألف لتر من مياه الاستخدام للخزانات، كما ضخ 233 ألف لتر من المياه الصحية للخزانات.
هذه الجهود السعودية تأتي في وقتٍ شكّل فيه نقص المياه واحدة من أبشع الأزمات الناجمة عن الحرب الحوثية التي يمكن القول إنّها أفقدت السكان أدنى مقومات الحياة الآدمية.
ولأنّ لغة الأرقام دائمًا ما تحمل دلالةً لا تضاهيها دلالة، فقد وثّقت العديد من التقارير الدولية هول المأساة، حيث حذّر المكتب المحلي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أنّ 70% من المواطنين يفتقرون حاليًا إلى الصابون لغسل اليدين والنظافة الشخصية، وكشف المكتب الأممي عن افتقار 11 مليونًا و200 ألف إلى إمدادات المياه الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
ويواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.
وبحسب منظمة "أوكسفام"، يضطر 11 مليون شخص للاعتماد على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود.
نقص المياه جزء من المأساة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، وقد وثّقت تقارير دولية حجم المآسي التي يعيشها السكان.
ويواجه اليمن أكبر أزمة أمن غذائي في العالم، ويعيش حوالى 20 مليون شخص في ظل انعدام الأمن الغذائي ويكافحون لإطعام أنفسهم غير متأكدين من أين سيحصلون على وجبتهم التالية.
ومن بين هؤلاء، يعيش حوالى 10 ملايين شخص 70٪ منهم أطفال ونساء يعانون من انعدام شديد للأمن الغذائي أي على بعد خطوة من المجاعة، بحسب الأرقام الأممية.