ثقة اللئيم في فسحة المفارع

حديث بن دغر ليس من منطلق قوة بل محاولة لافراغ نصر المقاومة من محتواه وإمتصاص الصدمة ..
الجبواني قال:( اذا تعرضت للاغتصاب ولم تستطع الدفاع عن نفسك فعليك بالاستمتاع)، وهذا ماحدث بالامس في زيارته للميناء المفعمة بالاستمتاع بعد اسبوع عويص من الاغتصاب .

اما بن دغر وبحكم الخبرة فقد ذهب الى ابعد من الاستمتاع عنه الى إمتصاص الصدمات والتعامل بثقالة دم وتناحة وكأنه لم يحدث شي وان الامور تحت السيطرة .
كلنا يعلم ان الضربة الاولى لقوات المقاومة الجنوبية قضت على هذه الحكومة تماما الا من حيث الشكل ، أي ان الحكومة انتهت مقومات واسباب وجودها الا من استصدار قرار الاقالة وهذا يعود الى ثقالة دم وتناحة مؤسسة الرئاسة وعدم مجاراتها للاحداث وهو ما اعتادت عليه طوال سنوات حكم الرئيس الهادي.

في كل الدنيا تفقد الحكومة مصداقيتها عندما تجابه باعتراض كتلة في البرلمان فكيف بمسيرات جماهيرية تطالبها بالرحيل وتقمع من القوات العسكرية الموالية الامر الذي ادى الى اشتباكات دموية اوصلت المقاومة الى ابواب القصر الجمهوري الذي اوشك على السقوط لولا تدخل التحالف ووضع حد لنزف الدم .

ظهور بن دعر امس بثقة اللئيم ليس بدافع القوة وانما لرعونة مؤسسة الرئاسة وتشابه اللؤم بين المؤسستين الحكومية والرئاسية ونظرتهما الدونية للجنوب عامة والقضية الجنوبية بشكل خاص، لهذا فهو يجد نفسه في فسحة تمكنه من التقاط بعض الانفاس للمزيد من الامتصاص ومحاولة لاطفاء جذوة النصر الذي اوصل الحكومة الى حالة من الاختناق عمليا قبل انسحاب قوات المقاومة الجنوبية من المنطقة الرئاسية بموجب اتفاق الحليف المفارع .


هذه العملية العسكرية الإجرائية الضرورية التي اتت كرد منطقي على إنتهاكات الحكومة بحق المتظاهرين السلميين اوصلت رسالتها الى العالم كما يجب ولم تتجاوز الحد المسموح به حتى لا تأت نتائجه عكسية وهي عملية ذكية بالمجمل اذ استفادت من إستدراجها بالاستفزاز الحكومي لايصال رسالتها للعالم دون ان تقع في الفخ السياسي الذي نصب لها ، وعلى طريقها قصقصت مخالب الحكومة التي كانت تهدد بها لفرض واقع مغاير للارادة الشعبية الجنوبية ، ولهذا تغيرت مواقف دول التحالف ودول اخرى لصالح القضية الجنوبية كما لم يحدث من سابق وتناولت معطم صحف العالم وكتابها واعترفت بهزيمة الشرعية سياسيا وعسكريا وفشلها في ادارة المناطق المحررة الامر الذي خلق قوة جديدة مدركة لما تفعلة ومؤمنة بعدالة قضيتها وتسيطر على الارض ومحاطة بدعم وتأييد شعبي تفتقر اليه الشرعية في الشمال والجنوب وهذا بيت القصد !.



يستطيع بن دغر ان يتحدث بثقة من المعاشيق طالما وهو في فسحة (المفارع ) لكن هذا لايكفي لاقناع العالم بانه على صواب او انه قادر على تغيير الواقع الذي تجسد في يوم 30 يناير الفارط. لكن هذا لايعفي المجلس الانتقالي من الرد رسميا على تخرصاته منعا للبلبلة في الداخل واستمرارا لمسيرة التحرير وزخمها وحفاظا على النصر بالضرورة .