كورونا وأطفال اليمن.. جائحةٌ ضاعفت الأوجاع

الخميس 16 يوليو 2020 00:08:54
كورونا وأطفال اليمن.. جائحةٌ ضاعفت الأوجاع

أضيفت جائحة كورونا إلى المآسي التي تحاصر أطفال اليمن، الذين تكبّدوا كلفةً باهظةً جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، في صيف 2014.

ففي تحذير شديد الخطورة، نبّهت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الأربعاء، من تهديد جديد يُلاحق الأمهات والأطفال باليمن في ظل جائحة "كورونا".

المنظمة قالت إنّها تعمل على الوصول إلى المجتمعات الضعيفة من خلال الخدمات الصحية؛ لخفض الأزمات.

جائحة كورونا سجّلت حضورًا وتفشيًّا مرعبًا في اليمن بعدما اتبعت المليشيات الحوثية سياسة خبيثة منذ اليوم الأول، قامت على إخفاء الحقائق والمعلومات الصحيحة بشأن ضحايا الفيروس، وهو ما سمح للجائحة بمزيدٍ من التفشي.

ولا يبدو أنّ الأطفال في حاجة إلى مزيد من الأزمات التي تُنغِّص عليهم حياتهم، لا سيّما بعد وثّقت العديد من التقارير الحالة المأساوية التي يعيشونها على إثر الجرائم الحوثية.


وتحمل لغة الأرقام دلالة كبيرةً فيما يتعلق بنقل صورة طبيعية عما يحدث على الأرض ليبلغ مسامع العالم أجمع.

رقميًّا، كشفت وثيقة الاحتياجات الإنسانية التي أعدتها المنسقية الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا"، في وقتٍ سابق، أنّ نحو مليوني طفل و1,5 مليون امرأة حامل أو مرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد، كما تواجه حاليًّا 127 مديرية من أصل 333 مديريةً مخاطر متزايدة بالانزلاق إلى المجاعة تصل إلى أكثر من 60٪ من عدد السكان.

ومع ارتفاع سوء التغذية الحاد، تزداد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، كما يؤثر ذلك سلباً على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية وبالتالي يسبب انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل، ولذلك بات سوء التغذية خطرًا محدقًا بحياة الأطفال اليمنيين.

وتكشف تقارير أممية أيضًا، أنّ ثلاثة من كل خمسة أطفال بعمر يتراوح بين 5 إلى 69 شهرًا سيعانون من سوء التغذية الحاد في العام الجاري، بينما 2,5 مليون امرأة حامل ومرضعة ومسؤولات عن رعاية أطفال دون الثانية من العمر يحتجن إلى استشارات ونصائح حول أساليب الطعام وتغذية المواليد وصغار السن بعمر يوم إلى 23 شهرًا.

كما أنّ هناك 1,8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "المعتدل"، و500 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد "الوخيم"، و1,5 مليون طفل دون الثانية من العمر يحتاجون إلى مكملات غذائية دقيقة، كما أنَّ عشرة ملايين امرأة مرضعة وحامل يعانين من سوء التغذية الحاد و5 ملايين طفل دون سن الخامسة بحاجة إلى مكملات فيتامين (أ).

هذه الأرقام المروّعة تكشف عن هول المأساة التي يعيشها أطفال اليمن من جرّاء الحرب الحوثية، في وقتٍ أصبح لزامًا على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات رادعة توقف المليشيات الحوثية عند حدها، وتمنعها من ممارسة هذا العبث الذي تخطَّى كل الحدود.