سرقوا وطنًا واستهدفوا شعبًا
رأي المشهد العربي
على وقْع انتصارات عسكرية ملهمة يعيش الجنوب فترة انتعاشة كبيرة، برهنت على أنّ للوطن أسودًا قادرة على الدفاع عن أراضيها وقهر مؤامرة تسعى لنهب مقدراته، لكن في الوقت نفسه يبقى التحدي الصعب قائمًا فيما يتعلق بالوضع المعيشي.
على مدار أكثر من 26 عامًا، يعيش الجنوب مسلوب الإرادة ومنهوب الأرض والثروة، بعدما تكالبت عليه عصابات متعاقبة من الشمال، فرضت همينتها على الوطن ومارست سطوًا مفضوحًا على إرادة شعب.
الجنوب الذي يملك ثروات ضخمة يفترض أن ينعم بها أهله، يعيش الآن وضعًا معيشيًّا متأزمًا صنعته الأنظمة والحكومات المتعاقبة، وفاقمته الآن حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا الساعية إلى الهدف نفسه والتي تسير على الدرب ذاته من خلال نهب ثروات الجنوب.
يعيش الجنوب ترديًّا حياتيًّا أحدثته حكومة الشرعية بعدما صنعت الأزمات الحياتية في وجه الجنوبيين، لا سيّما تغييب الماء والكهرباء في محافظات عدة، على الرغم من الثروات التي تزخر بها هذه المناطق، مثل شبوة التي تعيش بلا ماء ولا كهرباء رغم ثرواتها النفطية الكبيرة.
الثروات الجنوبية هي السبب الرئيسي في الخطة الإخوانية المشبوهة التي رمت إلى نهب الوطن، وأصبح حزب الإصلاح مستعدًا لأن يفعل أي شيء حتى وإن تحالف مع شياطين السياسة "قطر وتركيا" من أجل نهب مقدرات الجنوب.
وفيما كانت القيادة الجنوبية عند الموعد فيما يتعلق بقدرتها على حسم الأمور عسكريًّا، وتثبيت الأمن والاستقرار بشكل كامل بل والتصدي للمؤامرات التي لا تزال تُحاط ضد الوطن، إلا أنّ التعويل لا يزال على القيادة من أجل نجاحها في إحداث تغييرات جذرية، تمكّن الجنوب من إدارة نفسه بنفسه.
ومع الإقرار بصعوبة رحلة الوطن نحو التحرُّر الكامل واستعادته من المتكالبين على أمنه، فلا يمكن أن تزعزع ثقة الجنوبيين في أنفسهم وقيادتهم عملًا على النجاة بالوطن من المؤامرات وتحقيق حلم الشعب وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.