وعي الجنوب بقضيته يفسد مخططات الشرعية وأعوانها

الجمعة 17 يوليو 2020 19:02:00
وعي الجنوب بقضيته يفسد مخططات الشرعية وأعوانها

رأي المشهد العربي

في كل مرة تضيع فيها سبل الحل السياسي يظهر المعدن الأصيل لأبناء الجنوب في وجه مخططات الشرعية وأعوانها، دائمًا ما تكون ردة الفعل الشعبية عاملًا حاسمًا لتجاوز العديد من القضايا، لعل ذلك ما يجري الرهان عليه عبر مليونية غدًا السبت التي تحمل عنوان "الانتقالي يمثلنا والإدارة الذاتية مطلبنا"، ويجري الترتيب لها منذ الأسبوع الماضي على قدم وساق.

لدى أبناء الجنوب إدراك عالي بقضيتهم والأخطار التي تواجهها ولذلك يكون تحركهم في الوقت المناسب بما يؤدي إلى قلب الطاولة على مليشيات الشرعية، يأتي تحرك الشارع الجنوبي هذه المرة في وقت تتعثر فيه مفاوضات تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وتحشد فيه الشرعية أسلحتها مجددًا ضد أبناء الجنوب، إلى جانب تدخل أطراف إقليمية معادية على خط الأزمة (قطر وتركيا) في محاولة لاستغلال ثروات الجنوب.

عامل القوة الذي تتمتع به القضية الجنوبية بالمخالفة لكثير من القضايا الإقليمية المعقدة أنها تقبع تحت قيادة واحدة متمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي وقوى شعبية رئيسية تدعم هذه القيادة، وبالتالي فإن اللعب على وتر اختلاف المصالح والآراء لا يظهر واضحًا في القضية الجنوبية، وأن نزول أبناء الجنوب إلى الشارع دائمًا ما يعبر عن اصطفاف شعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي بما يدحض أي محاولات للوقيعة أو التفرقة.

توجه الحشود الجنوبية في الميادين الكبرى، رسائل عديدة إلى الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أنه لا تفريط في فرض الإدارة الذاتية في جميع أنحاء محافظات الجنوب، كما أن الالتفاف الشعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي يبرهن على أن الانحياز لاتفاق الرياض يأتي اتفاقًا مع التزامه بالقضاء على المد الإيراني وأدواته، وليس أسباب أخرى، وأن الجنوب بجميع أركانه مستعد لأي مواجهة عسكرية تفرضها مليشيات الشرعية التي تدشن معسكرات تدريب الإرهابيين في شبوة وتعز.

الرسالة الأهم التي تبعث بها مليونية السبت، أنها ستؤكد للمجتمع الدولي أن السير في طريق استعادة الدولة لا يمكن أن يتوقف وأنه لا يمكن تجاوز المجلس الانتقالي في أي جهود لحل الأزمة اليمنية، وأن هناك اصطفاف شعبي سيقف بالمرصاد أمام أي محاولة لتهميش الجنوب وقيادته.

ويقيد الزخم الشعبي الداعم للمجلس الانتقالي الجنوبي في مختلف محافظات الجنوب، مناورات محور الشر "القطري التركي الإيراني"، الذي خدعه تنظيم الإخوان الإرهابي بانصراف الحاضنة الشعبية عن القضية الجنوبية وسهولة الانقضاض عليها.

يمكن القول بأن وعي أبناء الجنوب بقضيتهم يحبط العديد من المخططات التي تستهدف الجنوب في الوقت الحالي، بل أن هذا الوعي لا يقل أهمية عن القوة العسكرية لأنه يشكل ظهيرًا وداعمًا لأي جهود عسكرية ودبلوماسية يقوم بها الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية.