الجوع في اليمن.. غول التهم البطون وسرق الحياة

الجمعة 17 يوليو 2020 23:13:00
الجوع في اليمن.. غول التهم البطون وسرق الحياة

على مدار أكثر من ست سنوات، نجحت المليشيات الحوثية خلال حربها العبثية، في صناعة أعباء حياتية وأزمة إنسانية شديدة البشاعة، على النحو الذي مكّن هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران من إطالة أمد الحرب.

وتركت الحرب الحوثية الغاشمة وراءها سجلًا طويلًا وإرثًا ثقيلًا من الجوعى، الذين يمكن اعتبارهم "موتى" لكنّهم لا يزالون على قيد الحياة.

ووثّقت العديد من التقارير الدولية، الحالة المأساوية التي أسفرت عنها الحرب اليمنية القائمة منذ صيف 2014، وأحدثها ما ورد عن منظمة أوكسفام الدولية، التي كشفت عن معاناة 20 مليون مواطن من الجوع، مشيرةً إلى زيادة النسبة عن العام الماضي بـ13%.

المنظمة قالت في بيان، اليوم الجمعة، إنّ 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة، مؤكدةً أن سوء التغذية قد تسبب في العديد من حالات الوفاة.

وأوضحت المنظمة، في بيانها، أنّ ما يقرب من 10 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.

يُضاف هذا التوثيق إلى سلسلة من التقارير التي رصدت انهيارًا مروّعًا في الوضع المعيشي الذي خلّفته الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014.

المليشيات الموالية لإيران ارتكبت العديد من الجرائم، قادت إلى تفشٍ مرعب للفقر في اليمن، لا سيّما أنّ الحرب الحوثية دفعت ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.

وهناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك ثمانية ملايين شخص فقدوا مصادر رزقهم أو يعيشون في مناطق حيث يتوفر الحد الأدنى من الخدمات إن لم تكن معدومة، وتشهد معدلات البطالة ارتفاعا بصورة مستمرة، كما تسبّبت الحرب الاقتصادية الحوثية في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخدمات الاجتماعية، مما أدى إلى زيادة حالات الفقر وخطر الموت جوعا على ملايين السكان.

الجوع الذي التهم السكان في اليمن يوثّق الحالة المأساوية التي يعيشها السكان إثر الحرب الحوثية الغاشمة، وفيما حرص المجتمع الدولي على توثيق هذا الوضع المزري فقد أصبح لزامًا على المجتمع الدولي اتخاذ ما يلزم من إجراءات على وجه السرعة توقف الجرائم التي ترتكبها المليشيات.