مسام ونزع ألغام الحوثي.. أرضٌ ملغمةٌ تُطهّرها السعودية

الأحد 19 يوليو 2020 00:27:00
"مسام" ونزع ألغام الحوثي.. أرضٌ ملغمةٌ تُطهّرها السعودية

فيما حوّلت المليشيات الحوثية اليمن إلى أرض للموت، على إثر القنابل والعبوات الناسفة التي زرعتها على صعيد واسع، فإنّ المملكة العربية السعودية كثّفت جهودها فيما يتعلق باستئصال هذا الإرهاب الذي غرسته ذراع إيران في المنطقة.

ففي أحدث الجهود السعودية في هذا الصدد، أتلفت السعودية عبر فرق "مسام" 22 لغمًا أرضيًا مضادًا للدروع، في مديرية ذباب بالساحل الغربي، وبلغ إجمالي عدد عمليات الإتلاف والتفجير، التي نفذها مشروع مسام في مختلف المحافظات 68 عملية.

وشكّلت المليشيات الحوثية، عبر زراعة الألغام، تهديدًا مروّعًا طال ملايين المدنيين، بعدما توسّع هذا الفصيل الإرهابي في زراعة الألغام والعبوات على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.

وتكمن الخطورة في وجود كميات كبيرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، وخصوصًا المهملة منها، والتي لم يتم إزالتها على وجه السرعة، مما يُمّكن الجماعات الإرهابية من إعادة استخدامها كعبوات ناسفة.

وحوّلت المليشيات الحوثية، اليمن إلى بلد المليون لغم، زرعتها وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا بين المدنيين، في إطار ما يمكن تسميته "حدائق الموت".

الألغام التي نالت العديد من الأرواح وأبطلت مفعول الكثير من الأعضاء لأجسادٍ تكالبت عليها الحرب، تمثّل واحدة من جرائم عديدة تفنّن الحوثيون في ارتكابها، على النحو الذي يُكبّد المدنيين كلفة باهظة للغاية، وهو ما يستدعي ضرورة معاقبة المليشيات على مثل هذه الجرائم التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم.

وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة فيما يتعلق بالعمل على نزع وتفكيك الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية بشكل كبير، ومنذ انطلاق المشروع في يونيو 2018 حتى 18 يونيو الماضي، فقد تمكّن "مسام" من تفكيك 170 ألفًا و546 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

والمشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" يهدف إلى تطهير الأراضي من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر بشرية على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام.

ويتضمّن المشروع عدة مراحل، تشمل البدء بعمليات التحرك السريع للاستجابة للحالات الطارئة وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر، والتدريب وتجهيز الفرق المحلية، والقيام بعمليات التطهير الشاملة بما يتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام.