سفن النفط المرفوضة.. قراءة في الصدمة الإيرانية للحوثي

الثلاثاء 21 يوليو 2020 18:55:08
 سفن النفط "المرفوضة".. قراءة في الصدمة الإيرانية للحوثي

يبدو أنّ الأزمة الاقتصادية الفتاكة التي تضرب إيران في هذه الآونة، ستدفع ثمنها المليشيات الحوثية على صعيد واسع خلال المرحلة المقبلة.

تجلّت هذه الحقيقة فيما يتعلق بالرد الإيراني على طلب وجّهته مليشيا الحوثي لها، يتعلق بإرسال سفن نفطية إلى ميناء الحديدة لكسر ما سمته الحصار المفروض عليها من التحالف العربي، على غرار السفن التي أرسلتها طهران إلى فنزويلا.

وفيما نقل سفير مليشيا الحوثي في طهران إبراهيم الديلمي، طلب القيادات الحوثية إلى الجانب الإيراني، بارسال سفن نفطية إلى الحديدة، إلا أنّ الجانب الإيراني ردّ بفتور على المقترح الحوثي وهو ما شكَّل صدمةً للمليشيات.

طهران أبلغت الحوثيين بأنّ الطلب تحت الدراسة وأنّ الوقت غير مناسب لهذه الخطوة التي تختلف تمامًا عن إرسال السفن الى فنزويلا.

المليشيات الحوثية حصلت على الكثير من صنوف الدعم طوال الفترة الماضية من قِبل الحوثيين، وهو ما مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب إلى الوقت الراهن.

وتستخدم إيران، الحوثيين في حرب بالوكالة تستهدف خصومها في المنطقة، عملًا على تحقيق مصالحها الرامية إلى تهديد الأمن القومي العربي برمته.

وللدعم العسكري الذي قدّمته طهران للحوثيين الحوثي أثرٌ كبير في تحقيق الدوافع التوسعية التي تسعى لها إيران، من خلال محاولاتها الجادة بسط نفوذها وأذرعها العسكرية ويليشياتها المسلحة في دول الشرق الأوسط كافة بداية من الحشد الشعبي في العراق، مرورًا بحزب الله في لبنان، وصولًا إلى حركة حماس والجهاد في فلسطين، حتى الحوثيين في اليمن.

وتسعى إيران لتشكيل شبكة عنكبوتية من الأذرع المسلحة في الدول المحيطة بها لتنفيذ مخططاتها التوسعية من خلال نشر أفكارها الشيعية في كل دول المنطقة.

ومع تضخُّم الأزمة الاقتصادية في إيران والتي تفاقمت مع تفشي جائحة كورونا هناك بشكل كبير للغاية، فإنّ دعم طهران للحوثيين سواء ماليًّا أو تسليحيًّا أصبح أمرٌ على المحك في المرحلة المقبلة.

وفيما يتعلق بملف النفط، فإنّ المليشيات الحوثية دائمًا ما تفتعل أزمات للمشتقات النفطية، في محاولة لتهريب الوقود الإيراني واستخدام عوائده وذلك للاستمرار في تمويل حربها العبثية.

وشهدت الفترة الماضية إشهار المليشيات الحوثية سلاح النفط والوقود عملًا على مضاعفة الأعباء الإنسانية على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ضمن إرهاب غاشم أجادت المليشيات تنفيذه.

وأعدّ الحوثيون مخططًا جديدًا، تستخدم فيه المليشيات ما أسمته "الشرق الأوسط" ورقة الإبادة الجماعية في مناطق سيطرتها؛ للتهرب من الاتفاقية الخاصة بتنظيم استيراد الوقود إلى موانئ الحديدة.

وبشكل صريح، لوّحت مليشيا الحوثي بـ"إبادة جماعية" للسكان، من خلال اعتزامها شل جميع الخدمات بما فيها المستشفيات ووسائل النقل والاتصالات، وذلك في إطار سعي المليشيات للمتاجرة الإنسانية بمعاناة السكان في مناطق سيطرتها.